رجل الغابة

فيصل محمد الشمري

لا نتحدث اليوم عن «أسطورة طرزان»، التي تسهم بشكل أو بآخر في ترسيخ الصورة المتفوقة للرجل الأبيض، وأنه منقذ الغابات وبطل الأدغال، (رغم ثبوت تفوق الأعراق الأخرى بكل الأنشطة الرياضية تقريباً «إحصائياً»)، بل سنوثق قصة إنسانية حقيقية تكاد لا تُصدق.

تُعدّ «ماجولي» أكبر جزيرة نهرية في العالم بمساحة إجمالية تبلغ 352 كيلومتراً مربعاً، وتجذب السياح من جميع أنحاء العالم، حيث تقع في نهر «براهمابوترا» بولاية آسام، وأصبحت أول جزيرة يتم تحويلها إلى منطقة في الهند عام 2016.

سبب شهرة المنطقة الرئيس هو معجزة صنعها الإنسان بتوفيق إلهي، درس بشري على قوة العزيمة وقدرة الإنسان على صُنع التغيير الإيجابي المنشود، وتمثل ذلك في «غابة مولاي» Molai Forest، المعروفة أيضاً باسم «غابة جاداف باينغ» (Jadav Payeng Forest)، هي غابة من صُنع الإنسان تقع في جزيرة «ماجولي بجورهات» بولاية آسام. تغطي الغابة مساحة تبلغ أكثر من 12 هكتاراً، وتم زراعتها بواسطة جاداف «مولاي» باينج، منفرداً.

هذا الناشط البيئي وعامل الغابات البسيط من «ماجولي»، اشتهر باسم (رجل الغابة) في الهند، حيث قام بزراعة الأشجار ورعايتها على الشريط الرملي لنهر «براهمابوترا»، وحوّلها إلى محمية غابات، لتتشكل اليوم واحدة من أضخم المحميات، إن لم تكن أضخم محمية منشأة بجهد فردي.

النظام البيئي الذي رعاه باينج بمفرده منذ عقود، تحوّل إلى موطن النمور والغزلان والقرود والفيلة ومجموعة واسعة من الطيور، حيث تمتد حقول الأعشاب والمراعي الزمردية، لقد حوّلت يداه الخضراء هذه الجزيرة القاحلة إلى جنة خضراء، «أولاً بأشجار الخيزران، ثم بأشجار القطن، واستمر بزراعة جميع أنواع الأشجار المختلفة».

ومحلياً، هل سنشهد تخصيص مناطق صحراوية لإنشاء الغابات من قِبل المزارعين المهتمين؟ هل سنرى تعاون حكومي (محلي اتحادي) لتخصيص مساحات لهذا الجهد البيئي ولربما إنشاء «برنامج الغابات الاجتماعية؟».

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر