سام ألتمان (1)

فيصل محمد الشمري

يناقش العديد مدى صحة قرار مجلس إدارة شركة (OpenAI) في إقالة سام ألتمان، ومن ثم التراجع والرضوخ لتهديد وجودي لشركة عملاقة، يتمثل في النزوح الجماعي لأفضل المواهب إلى شركة مايكروسوفت، أحد المستثمرين والمنافسين أيضاً، لتتم إعادة تعيينه.

إن الهزة الزلزالية أو «تسونامي» الأحداث المتسلسلة التي تضمنت إقالة الرئيس التنفيذي، سام ألتمان، ثم إعادته في النهاية إلى منصبه، شكلت صدمة للجميع، لكن الشركة كانت دائماً ستصل إلى نقطة الانهيار.

فما يتم بناؤه على أسس واهنة أو خطأ لن يستمر، وانعدام الاستقرار يفسح المجال في نهاية المطاف للفوضى. كان خط الصدع ومسبب انعدام الاستقرار، المهمة المزدوجة لشركة (OpenAI)، وتتمثل في بناء ذكاء اصطناعي أكثر ذكاء من البشرية، مع التأكد أيضاً من أن الذكاء الاصطناعي سيكون آمناً ومفيداً للبشرية، وهما طرفا نقيض لا يجوز جمعهما معاً، لأن الذكاء الاصطناعي المتقدم سيضر البشر بطرق عدة، لا محالة، بدءاً من ترسيخ التحيز إلى تمكين الإرهاب البيولوجي، وغيرها من المخاطر الأخرى المركبة.

وأكبر زلزال تشهده صناعة التكنولوجيا منذ عقود، بدأ بإقالة مجلس الإدارة لسام ألتمان، بسبب الافتقار المزعوم للشفافية، ليستقيل بعدها رئيس الشركة، غريغ بروكمان احتجاجاً، تلاهما محاولات الثنائي، إقناع مجلس الإدارة بإعادتهما إلى منصبيهما، مع تعثر المفاوضات، وبعدها يقبل كلاهما عروض وظائف من لاعب أساسي في الذكاء الاصطناعي، هو شركة مايكروسوفت، المستثمر الرئيس في (OpenAI). وفي اليوم الثالث هدد 95% من موظفي (OpenAI) بالمغادرة إلى (مايكروسوفت) أيضاً، وهو الأمر الذي يعني حرفياً نهاية شركة (OpenAI).

ورضخ مجلس إدارة شركة (OpenAI)، وأعلن توصله لاتفاق من حيث المبدأ لعودة سام ألتمان إلى الشركة رئيساً تنفيذياً، مع مجلس إدارة أولي جديد، وهو ما يعد فوضى خلاقة غير مسبوقة في قطاع الأعمال، لكنه لن يوازي المخاوف المتوقعة أو الهزات الارتدادية لنظم الذكاء الاصطناعي التي ستكون أكثر رعباً لو انتهت عملية التغيير بنزوح جماعي لموظفي شركة (OpenAI). فتدفق المواهب من الأخيرة إلى (مايكروسوفت) يعني انحراف الموارد البشرية، من شركة تأسست على مخاوف بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي، إلى شركة لا تكاد تكلف نفسها عناء التحدث عن هذا المفهوم.

هل أصبح فرد واحد أكبر من المؤسسة؟ وهل النزاهة أهم من الربحية؟ وهل البشرية مهددة بتغلب الممارسات الربحية على الأخلاقيات المهنية؟

للحديث بقية...

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر