المستثمر العقاري الحقيقي

حسب إحصائية جديدة في السوق، بلغت نسبة الزيادة التراكمية في أسعار العقارات السكنية بدبي منذ الربع الأول من عام 2020 إلى الربع ما قبل الأخير من العام الجاري 30%، وعلى الرغم من هذه الزيادة، فإن الإحصائية نفسها تشير إلى أن الأسعار لاتزال أقل من أسعار عام 2014.

وبحسب معطيات السوق الحالية، فقد تجاوزت نسبة ارتفاع أسعار الإيجارات 35% فأكثر في المناطق الرئيسة، مقارنة بالربع الأول 2020.

في عام 2020 كانت أسعار العقارات في دبي في أدنى مستوى لها، وكانت تلك السنة بمثابة مكسب حقيقي للعديد من المشترين والمستثمرين الذين لديهم خبرة في التعامل مع دورات الأسواق العقارية، ومع الأزمات الاقتصادية العالمية، في وقت مثّلت فيه خسارة كبيرة لتلك الفئة التي استعجلت قرار إعادة بيع عقاراتها.

الذي استغل تلك الفرصة واشترى، يجني اليوم ثمارها، حيث لم تتسم تلك الفترة بتراجع الأسعار فقط، بل كذلك بتدني أسعار الفائدة على التمويلات العقارية التي لم تتجاوز نسبتها 2% آنذاك، واليوم هي تصل إلى حدود 5.4%، ومصيرها إما التثبيت، أو رفعها مجدداً خلال الأشهر المقبلة، حسب مستويات التضخم، والأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، وبالتالي، فإن هناك فئة أخرى خسرت في هذه الفترة، وهي الفئة التي أرجأت قرار الشراء، ترقباً لانتهاء الأزمة.

انتهت الأزمة، ومنهم من اشترى لكن بسعر أعلى، ومنهم من لم يتمكن من الشراء، بسبب زيادة الكلفة وارتفاع سعر الفائدة، وربما لن يتمكن من الشراء لاحقاً.

الأصل في الاستثمار العقاري هو تحقيق الربح، ونقول عن أحد ما إنه «مستثمر حقيقي»، عندما يتملك مجموعة عقارات، وعلى العموم يختلف مفهوم مستثمر عقاري من وصف لآخر، لكن الشائع في الأمر هو الأرباح المحققة في النهاية.

من وجهة نظري الخاصة، وبناءً على هذا التحليل، أرى أن المستثمر الحقيقي فعلاً، هو من اشترى أثناء تلك الفترة، ويستفيد حالياً من العائد الإيجاري المرتفع، أو هامش الربح المرتفع من عملية إعادة البيع، في ظل المكانة المتقدمة التي تتبوؤها دبي اليوم على قائمة الأسواق العقارية الأكثر طلباً على العقارات عالمياً، بفضل اقتصادها المستقر، وكمصدر أمان لرؤوس أموال المستثمرين ورجال الأعمال، فضلاً عن مختلف الخطط التنموية الكبيرة الداعمة للبيئة الاستثمارية.

باختصار، وبناءً على ما تم ذكره سابقاً، أن تكون مستثمراً عقارياً حقيقياً، فإنه يجب عليك أن تكون مجازفاً ومغامراً، وفي الوقت نفسه ألا تستعجل وتتسرع في اتخاذ قرار بإعادة بيع العقار، أو إرجاء قرار الشراء خلال الأزمات ودورات السوق، كونها عابرة، وستنتهي خلال فترة محددة، وتستعيد السوق عافيتها.

يقول رجل الأعمال، وارن بافيت: «سماسرة السوق يصنعون أموالهم من خلال التحرك السريع، فاصنع أنت أموالك من خلال السكون لوقت طويل».

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة