تصنيف النجوم (1)

جاءت تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشأن اعتماد سموه نتائج تقييم مراكز الخدمات الاتحادية (تصنيف النجوم) لـ124 قناة تقدم خدماتها الحكومية عبر مباني الوزارات أو مراكز الاتصال أو الخدمات الرقمية، لتكون حصة الأسد في التميز موزعة بين وزارة الداخلية وهيئة الإمارات للهوية والجنسية (أفضل 6 مراكز في تصنيف 6 نجوم).

بالقياس على نتائج أعوام قليلة ماضية، رصدنا أن الصدارة كانت لوزارة الداخلية، متقدمة قائمة أفضل الجهات الحكومية في الخدمات الرقمية، وحلّت بعدها (الهيئة)، الأمر الذي يدل على أن اللحاق بالصدارة صعب، والمحافظة عليها أصعب.

وجاء قرار استبدال مدير مركز الخدمة الأسوأ، والطلب من مدير عام المؤسسة المعنية، التواجد في مركز الخدمة المعني خلال الشهر المقبل لتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للجمهور، رسالة وإنذاراً بأن لا تهاون في رصد التقصير ومتابعة التحسن والسعي المستمر للتطوير، فذلك دأب القيادة ومسارها.

إن الممارسة ذاتها لم تعد استثناء، فسموه وجه سابقاً، الجهات التي لم تتمكن من الارتقاء بخدماتها الرقمية إلى المستوى المطلوب «بتعديل المسار وتحقيق أفضل النتائج خلال 90 يوماً»، حيث غرّد سموه سابقاً: «إن رأي المجتمع هو المقياس والمؤشر الحقيقي الذي تبنى عليه نتائج أي تقييم لأداء الحكومة الاتحادية وكفاءة خدماتها ووصولها إلى المتعاملين في أي وقت وأي مكان».

وشملت عمليات التقييم السابقة التي وجّه سموه بإطلاقها قبل أعوام، 30 جهة حكومية تقدم أكثر من 1300 خدمة عبر 58 قناة رقمية على مستوى الدولة، حيث نلاحظ تضاعف أعداد قنوات الخدمة.

كما أن أسوأ مراكز الخدمة، تحصلت على مهلة 60 يوماً لتحسين الخدمات في المراكز ذات الأداء الضعيف. وهذا بحد ذاته ناموس خطر للمتقاعسين، ووسام للمتميزين.

إن رسالة سموه بشأن الخدمة الحكومية المميزة في الإمارات بأنها «حق من حقوق الناس لن نتساهل فيه، والتفاعل مع الجمهور بطريقة إيجابية عبر قنوات الخدمة هو واجب أساسي على كل مسؤول حكومي»، تحمل في طياتها الكثير، فالأمر« ليس مسألة حضور وانصراف، أو تواجد بدني فحسب، بل اجتهاد وابتكار وتميز والتزام وعطاء ومثابرة وتخطيط وتطوير مستدام».

هل سنرى المزيد؟

بكل تأكيد، فالاعتماد المنفرد على الدعم الحكومي ليس بالحل المستدام، بل يجب إعادة تعريف مفاهيم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لنصل لجيل جديد (PPP2.0).

وللحديث بقية.

فيصل محمد الشمري*

*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد