‏القوة الناعمة (1)

فيصل محمد الشمري

إن القدرة على الاستمالة والجذب والاستقطاب بشكل غير قسري (بدلاً من الإكراه ونقيضاً للقوة الصارمة)، تتم باستخدام ممكّنات ومرتكزات متنوعة لإحداث التغيير، منها الثقافة والقيم السياسية والسياسات الخارجية.

إن أحد المبادئ الأساسية للقوة الناعمة، يتلخّص في القدرة على التأثير في الناس، من خلال اختيار الأفكار ومخاطبة المصالح الفضلى لهم. والنهج الناعم سيكون أسرع أثراً ونتيجة.

إن أزمة الوطن العربي كما أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هي أزمة إدارة، حين قال سموه: «في عالمنا العربي.. السياسي هو من يدير الاقتصاد، ويدير التعليم، ويدير الإعلام، ويدير حتى الرياضة. وظيفة السياسي الحقيقية هي تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي وغيرهم. وظيفة السياسي تسهيل حياة الشعوب، وحل الأزمات بدلاً من افتعالها، وبناء المنجزات بدلاً من هدمها».

وأضاف سموه، في تغريدات على حسابه في موقع «إكس»، ضمن (هاشتاغ #علمتني_الحياة) في أغسطس 2018: «لدينا فائض من السياسيين في العالم العربي، ولدينا نقص في الإداريين. أزمتنا أزمة إدارة وليست موارد. انظر للصين واليابان لا يملكان موارد طبيعية، أين وصلوا. وانظر لدول تملك النفط والغاز والماء والبشر، ولا تملك مصيرها التنموي، ولا تملك حتى توفير خدمات أساسية كالطرق والكهرباء لشعوبها».

وبيّن سموه «أن الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي، هو مضيعة للوقت ومَفسدة للأخلاق ومَهلكة للموارد. من يريد خلق إنجاز لشعبه فالوطن هو الميدان، والتاريخ هو الشاهد. إما إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها». هذه الكلمات أثبتت أن الحكمة لا تقاس على يوم أو مكان، بل يخلدها التاريخ لعقود وأحداث.

لا ننتقد أحداً، لكن حين لا يملك البعض قراره، وشعبه يعاني انعدام الاستقرار وعدم توافر الخدمات الأساسية، فإنه من الواجب أن نذكّر بأن فاقد الشيء لا يعطيه.

لقد أثبت تعزيز مرتبة دولة الإمارات بصعودها خمسة مراكز على مؤشر القوة الناعمة العالمي - من المركز 15 عام 2022 إلى المركز العاشر عام 2023 - تنامي المكانة الدولية والجهود المستدامة، والمساعي الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، والرفاه الإنساني وجودة الحياة.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر