روح المكان

فيصل محمد الشمري

«روح المكان» غالباً ما يحتفل بها الفنانون والكتاب، وراوي الحكايات الشعبية بالنسيج الثقافي كالقصص، أو الجوانب المادية الملموسة للمكان كالآثار، والنمط المعماري، أو الجوانب الشخصية. وجاءت رمزية وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للمرأة بهذه الصفة، مانحاً إياها الرمزية المستحقة والمكانة الخالدة، كعمود للمجتمع، ورمز لنجاح الوطن وتخليداً لدورها واسهاماتها.

وجاء إطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للسياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات 2023ـ2031، بناءاً على قرار مجلس الوزراء، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية لعام 2023 تحت شعار «نتشارك للغد»، لترسيخ دور المرأة الإماراتية وإعلان مؤسسي لاستدامة النهج الذي مضى عليه الآباء المؤسسون لوطن التسامح ومهد التكامل الأسري والاجتماعي الحديث.

إن هذه السياسة ستكون أداة تمكين استراتيجي لترجمة رؤية سموها، إذ تقدم إطاراً مرجعياً إرشادياً لمتخذي القرار، لتحقيق مشاركة وشراكة عادلة وشاملة، بما يضمن تعزيز جهود تمكين وريادة المرأة، ويعزز التأثير الإيجابي بجميع المجالات، بما يعزز جودة الحياة الشاملة.

ونقتبس من أقوال سموها: «تعد الإستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات في عام 2002، والاستراتيجية الثانية لتمكين وريادة المرأة 2015-2021 من أبرز المبادرات التي أطلقها الاتحاد النسائي العام، وها نحن الآن، نُطلق سياسة وطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات للأعوام 2023- 2031، إن سباق التطوير والتنمية الذي تشهده الدولة، دفعنا لأن نعمل تقييماً لاستراتيجية 2015- 2021، بما يمكننا من رفع سقف طموحاتنا في مجال الارتقاء بوضع المرأة الإماراتية. ولقد كشفت لنا المراجعة الشاملة للإستراتيجية الثانية 2015- 2021 أن الإنجازات التي تحققت على كافة الصعد فاقت التوقعات، ولم تشكل التحديات إعاقة أمام طموحاتنا، بل مكنتنا من التفكير بشكل منهجي على طرح وسائل وطرائق أسهمت في تذليلها، لنصل إلى مستويات جعلت العالم ينبهر بما تحقق للمرأة الإمارتية من مكاسب وإنجازات في فترة قصيرة من عمر الدول».

فمثلاً حملة «أسارير» المحسنين، والتي فوجئ الجميع بإغلاق التسجيل فيها بعد سويعات من إطلاقها، قد يكون منظموها من الرجال، لكن أكاد أجزم أن سبب نجاحها الفائق، المرأة، فاحتواء الأيتام وتولي مسؤولية الرعاية الوالدين برحلة شراء مستلزمات المدرسة، والوصف والتعبير النبيل المفعم بالمشاعر الانسانية، عبق أمومي نبيل، لتمكين المحظوظين من كفالة يتيم لحظية، مبادرة من الهلال الأحمر الامارتي، مع براعم الهلال من الأيتام.

إن لمسات الأمومة المقدسة لم تبدأ من «أم الإمارات»، ولكنها بنبل الخصال وجهتها ورعتها، لتتكامل مع تطور الدولة الحضاري، ونهضتها المادية، ليصاحبها تذكير إنساني بدور المرأة وريادتها، كونها عماد المجتمع وأهم أركان الأسرة، ولن تقف عند أنامل أصغر اماراتية عاملة، بل ستنتقل كإرث مجيد عبر الأجيال.

هل نطمح للمزيد؟ بكل تأكيد، فتمكين أخواتنا وزوجاتنا وبناتنا طموح ناضج يستحق الدعم الشامل، والنضج المؤسسي لتحقيق وتطبيق مفاهيم الحوكمة كأداة تصحيحية رقابية أمر مهم، كيف يتم ذلك؟ جوانب مركبة تتطلب النقاش وادوات تتطلب التفعيل، فالمساواة الحقة ليست في مسميات رنانة أو إحصائيات منمقة بل بما تعنيه رسالة «أم الإمارات» السامية للمرأة الإماراتية، شريكة الرجل وسنده، ودعامة المجتمع لتحديات الغد.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر