وداعاً للجامعات التقليدية.. مرحباً بالاعتمادات البديلة

يتغير مشهد التعليم ما بعد الثانوي مع ظهور صور اعتماد جديدة تسهل عملية التعلم لملايين المتعلمين حول العالم من دون المبالغ الخرافية التي تتقاضاها الجامعات الأجنبية. لقد وسعت «الاعتمادات البديلة» – Alternative Credentials نطاقها إلى حد كبير نتيجة للطلب المتزايد على اكتساب وصقل المهارات، فضلاً عن الكلفة البسيطة للوحدة Credit Unit. لقد سرّع الوباء العالمي والأزمات الاقتصادية من التوسع في أنماط غير تقليدية من التعلم والمؤهلات العليا والمهنية، حيث أصبح من الممكن أن يحصل الطالب على نقاط معتمدة بناء على الخبرة العملية أو الدراسة في أحد مراكز التدريب أو المؤسسات التي لا تندرج تحت مسمى الجامعة.

الاعتماد البديل يعني أن تستخدم مؤسسات التعليم العالي والشركات والمؤسسات الأخرى طرق اعتماد وتقييم مختلفة، تؤدي للحصول على عدد معين من الساعات المعتمدة التي يتم معادلتها بسنوات دراسية جامعية، يستطيع بعدها الطالب الحصول على درجة جامعية سواء بكالوريوس أو ماجستير أو حتى دكتوراه. وقد قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD بإصدار ورقة عمل من 40 صفحة تشرح وتحلل أثر الاعتمادات البديلة وأنواعها، وهناك دراسات قيد الإعداد حول هذا الموضوع، ويتركز البحث في الوقت الحالي على تحديد المصطلحات، وتصنيف أنواع الاعتمادات البديلة والشهادات المعادلة للشهادات الجامعية التقليدية، والنظر في مدى مصداقية هذه الشهادات، وكيف سيتعامل واضعو السياسات مع هذا التوجه، ودراسة كيفية انطباع وتعامل أصحاب العمل والحكومات مع الشهادات، ولكن من المؤكد أن هذه الاعتمادات هي العملة الرائجة في العقود المقبلة.

يوفر الاعتماد البديل للأفراد الفرصة لاكتساب مهارات ومعارف محددة ضرورية للتوظيف أو التقدم الوظيفي دون السعي للحصول على درجة جامعية كاملة، فمثلاً يمكن لمراكز التدريب والشركات منح عدد معين من الساعات يعادل «ربع» بكالوريوس أو «نصف» بكالوريوس، وكذلك الحال بالنسبة للماجستير، ومن ثم يمكن للطالب إذا أراد استكمال ما تبقى له من الدرجة العلمية التقدم لإحدى الجامعات المعتمدة لاستكمالها. وفي ما يلي بعض صور الاعتماد البديل: أولاً: الشهادات المصغرة، وهي عبارة عن برامج تعليمية قصيرة تركز على مهارات أو مجالات معرفية محددة، وهي مصممة لتكتمل في فترة قصيرة نسبياً تراوح بين بضعة أسابيع وبضعة أشهر، وغالباً ما تتضمن الاعتمادات المصغرة خبرات تعليمية عملية وتطبيقية وتقييمات توضح التمكن من كفاءات معينة، مثل الحصول على شهادة في تصميم الحقائب التدريبية. ثانياً: الشهادات المهنية أو الصناعية، وهي اعتمادات تمنحها المنظمات المهنية أو الهيئات الصناعية للأفراد الذين أظهروا مستوى معيناً من الكفاءة في مجال ما، تثبت هذه الشهادات الكفاءة في مجموعة مهارات معينة، وغالباً ما تكون ذات قيمة عالية لأصحاب العمل، مثل شهادة محترف إدارة مشاريع. ثالثاً: المعسكرات التدريبية، وهي برامج تدريبية مكثفة تهدف إلى تزويد المشاركين بمهارات محددة للوظائف المطلوبة في وقت قصير، وتشتهر بنهجها العملي القائم على تصميم ابتكارات أو مشاريع للتخرج. رابعاً: الشارات الرقمية، وهي بادجات رقمية يمكن عرضها على المنصات عبر الإنترنت، تثبت الإنجازات أو المهارات المكتسبة، ويمكن التحقق منها بمجرد النقر عليها للوصول لجهة الإصدار، مثل شهادات تأهيل مواصفات «الآيزو».

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

الأكثر مشاركة