العلاقات الخليجية الإيرانية

سعود السمكة

لاشك أن المنطق الجغرافي وحقيقة الجوار ومظلة الإسلام ووفرة كل ما يلزم؛ أن يحوّل إقليم الخليج إلى قوة اقتصادية عملاقة ورقم صعب على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، فدول مجلس التعاون الخليجي كمنظومة متناغمة ومتلاحمة، وما تملكه من حالة استقرار وأمن وسلام، وما تنعم به من حالة اقتصادية ثرية ومتنوّعة، والعراق بما يملكه من إمكانات اقتصادية هائلة فهو بلد الأنهر الثلاثة، وشعب عريق بصناعة التجارة ودوره العلمية والثقافية، وجمهورية إيران الإسلامية وسعتها الجغرافية وخصوبة أراضيها وثروتها البترولية ومخزونها البشري الشهير بمهارته الصناعية والعملية العمرانية..

هذه الإمكانات الهائلة إذا توفّر لها الهدوء والاستقرار اللذان بفضل الله تتميز بهما دول مجلس التعاون الخليجي، وانخرط الجميع في تفعيل هذه الإمكانات الهائلة نحو البناء ورفع مستوى الشعوب، وكرست جهدها في بناء ثقافة شعارها «السلم والعلم» واحترام سيادة واستقرار وأمن دول المنطقة، والانعتاق من طموحات التوسّع وخلق ميليشيات للعبث والتخريب، وإثارة نعرات الكراهية والفتن الطائفية الانعزالية، التي تغرق الشعوب في عداوات لا أساس لها إلا لدفعها الى مجاهل التخلف والارتداد بدل التطوّر والتنمية.

إن خبر عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران لاشك خبر مفرح ويفتح الكثير من الأبواب المفرحة، ويغلق أيضاً - وهذا هو المهم - أبواب بؤر التأزيم ومحاولات التوسّع.

إن شعوب المنطقة لاشك سوف تستقبل هذا الخبر بكل ارتياح وفرح، فهذه الخطوة جاءت، والحمد لله، لتضع حداً لحالة الجفاء المزمنة بين إيران وجيرانها دول مجلس التعاون، رغم الجهد الذي بذلته وتبذله دول المنظومة في سبيل إزالة حالة التوتر التي كانت بينها وبين إيران.

اليوم بفضل الله، ثم جهود الخيرين، ونخص بالذكر عضو مجلس التعاون الخليجي سلطنة عمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق، ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ على جهودهما لوقف حالة التوتر التي استنزفت الكثير من الجهد، وعطلت حركة النمو في المنطقة طوال السنين الماضية لا لشيء سوى المغامرات وأطماع توسعية ما أنزل الله بها من سلطان.

الآن ولتكريس مصداقية الاتفاق مطلوب من جانب الحكومة الايرانية أن تبرهن على حسن النوايا، فتبدأ برفع أدواتها التوسعية بداية من اليمن ولبنان وسورية، لتطمئن شعوب هذه الدول بأنها أصبحت في حالة أمن وسلام واستقرار لتبدأ عجلة الحياة تعود فيها والتي توقفت منذ سنين.

نكرّر أن دول منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً إقليم الخليج بزعاماته الراشدة السعودية والعمانية والإماراتية والقطرية والبحرينية والكويتية بعد هذا الاتفاق، سوف تصبح مثل ما قال سمو الأمير الملكي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أوروبا الشرق الأوسط، فاللهم أدم علينا نعم الأمن والاستقرار والسلم المستدام، دولاً وشعوباً.

 

تويتر