سير عدالة التحكيم

يفترض في هذه التقنية ألا تعيق سير عدالة التحكيم الكروي، بالتوازي مع ضرورة إبقاء اللعبة في حيزها الوصفي.

تقنية الفيديو المساعد (الفار) أثارت الكثير من الجدل منذ بداية تطبيقها في ملاعب كرة القدم، على خلفية القرارات التي تم اتخاذها في العديد من المباريات، والانتقادات الكبيرة من المدربين واللاعبين التي طالت الحكام على خلفية القرارات الخطأ، على الرغم من توافر خاصية الفيديو، وهو ما جعل «الفار» محل انتقاد العديد في الشارع الرياضي، وأصبحت كابوس العديد من الفرق التي ترى فيها أداة غير ناجحة، بل زادت من حجم الجدل والاحتجاجات داخل ملاعب كرة القدم، وأمام الجدل المتواصل بشأن فشل تقنية الفيديو المساعد في تقليل الأخطاء التحكيمية، كان من المفترض أن تنتهي الأخطاء التحكيمية مع بداية تطبيق «الفار»، لأن الشاشة تظهر بوضوح كل اللقطات من كل الزوايا، وتجنب عملية تحايل لاعبين، لكن الأخطاء تواصلت مع تقنية المساعد، بل اتسعت رقعة الاحتجاجات على الحكام، وهي ضربة لهذه التقنية التي فشلت في إنهاء المظالم التحكيمية، ووصل الجدل بشأن القرارات التحكيمية في عصر «الفار» إلى مستويات غير مسبوقة، فأغلب القرارات يخضع للجدل والشك والاحتجاجات، وهو أمر غير مقبول، باعتبار وجود شاشة فيديو، ومن المفترض أن يكون القرار حاسماً ونهائياً ولا يتم أبداً انتقاد التحكيم بقدر ما هو موجود في زمن «الفار»، لأنه لم يعد هناك مجال للحكم كي يخطئ، خاصة أن اللقطات تعاد بشكل دقيق.

وأسهمت تقنية «الفار» مرات عدة في تغيير مصير الفرق والنتائج، وصار اللاعبون يطالبون باستمرار باللجوء إلى هذه التقنية احتجاجاً على أي قرار تحكيمي متخذ، وهو ما حول الحكم إلى مجرد أداة لا غير، وتخضع القرارات التي يلجأ فيها الحكم إلى استخدام تقنية «الفار» إلى وقت طويل، حيث عرض اللقطات ومراجعتها وإعادة مراجعتها بوساطة الفيديو المساعد وفي بعض الحالات يستغرق القرار أكثر من خمس دقائق، وفي هذا الوقت يحاول اللاعبون التأثير في قرار الحكم، ويكثر الجدل حول صواب القرار من عدمه، على الرغم من أن اللقطات في أغلب الحالات تكون واضحة، ولا تحتاج إلى وقت طويل لاتخاذ القرار الصحيح، وانطلاقاً من هذه المعطيات، لم تعد القرارات الصادرة عن «الفار» تنال ثقة اللاعبين والمدربين والمشجعين، كما أن هناك تفاوتاً في أداء الحكم الفيديو والساحة بين جولة وأخرى، وأن وجود «الفار» يتسبب في تقييد حرية حكم الساحة في إدارة المباراة، وقيام الحكم الفيديو في بعض الأحيان بدعم قرار الحكم رغم أنه خطأ بدلاً من مساعدته على اتخاذ القرار السليم، كما أن بعض حكام الساحة يضعون حكم الفيديو منافساً لهم في إدارة المباريات، وليس اعتباره جزءاً من الطاقم التحكيمي، ما يؤثر سلباً في عملية التفاهم بينهما.

• لم تعد القرارات الصادرة عن «الفار» تنال ثقة اللاعبين والمدربين والمشجعين.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة