الجدال لن ينتهي

يبدو أن الجدال لن ينتهي في ملعب الوسط الكروي وسيستمر تضارب الأصوات واختلاف الآراء حول الآلية والطريقة التي تدار بها شؤون كرتنا على صعيد الأندية والمنتخبات، في ظل حالة من الضعف والتراجع الفني التي وصلت لها وظهرت تداعياتها مع كل مناسبة ومشاركة، ما أوجد شرخاً في جدار الثقة والعلاقة بين أطراف اللعبة، لاسيما أن جُل الشارع الرياضي كان موقفه واضحاً في شأن المنتخب والعلاقة مع الجهاز الفني، مطالباً برحيله وإقصائه من المهمة، كونه يرى أنه سبب في حالة التذبذب والانحدار الحالية التي يمر بها الأبيض. ولعل الغالبية انصب همّها في هذا المنحى، ومؤكدةً أيضاً أن هذه المرحلة تُعد منعطفاً خطيراً في المسيرة الكروية، التي بلاشك باتت تعاني تبعات وتراكمات أنهكت القوى وأضعفت الحضور الخارجي في سنواتها الأخيرة، ما فرض البقاء في دائرة من التعثر والتخبط، التي بدا وكأنه لا منفذ منها إلى أن يشاء الله أمراً كان مفعولاً.

ومع كل التقدير لتلك الاعتبارات والتحفظات الصادرة من المجتمع الكروي، إلا أن الوضع لا يتحمله طرفٌ واحد فقط وإنما تتقاسمها أيادٍ أخرى لها باع طويل في ملف انحدار وانتكاس النتائج، مثلما أنها تلعب دوراً محورياً في جودة المنتج النهائي وشكل الصورة التي تظهر عليها فرقنا ومنتخباتنا في كل استحقاقٍ خارجي. فمخطئ من يعتقد أن الأندية بريئة من جريرة الإخفاقات المتراكمة، وهناك من يحاول إبعاد المسؤولية عن محيطها وتحييد الاتهام في خانة الاتحاد والمسؤولين، لكن فعلياً، الأندية شريكة في اختلال موازين المعادلة التي تتطلب حلاً لضبطها من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.

وقد نتفق أن اتحاد الكرة والرابطة يتحملان نصيباً من المسؤولية بسبب بعض القرارات التي ظهرت آثارها العكسية أخيراً، لاسيما عدد الأجانب واللاعب المقيم الذي احتل حيزاً من مساحة المستطيل، بعدما تسابقت الفرق إلى جلبهم وتسكينهم على حساب أبناء النادي، فهو قرار يحتاج لدراسة جدواه وفائدته، حتى وإن كان الادعاء والتبرير بالبطولة الآسيوية التي يعلم الجميع السقف الذي قد تصل إليه أنديتنا، مع الاتفاق على إمكانية الاستعانة بالمقيم عند خوض غمار هذه البطولة. أما في دورينا فيفترض ألا يكون العدد على حساب مصلحة ومنفعة منتخباتنا الوطنية، القائم عمودها على أبناء البلد. ولهذا فإن الكثير غرّد باتجاه التغيير واستقالة الاتحاد، معتقداً بأنها حل لانتشال واقعنا الكروي، لكن لن يغدو وقتها سوى مُخدر لتهدئة وتخفيف احتقان وغضب الشارع الرياضي!

• اتحاد الكرة والرابطة يتحملان نصيباً من المسؤولية بسبب بعض القرارات التي ظهرت آثارها العكسية أخيراً.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة