لأجلك.. نمضي على خطى زايد

فيصل محمد الشمري

«هدفنا الأول هو الإمارات وشعبها»، كلمة وثّق بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بوصلة الرؤية، وتوجهات المئوية، بمشاركة مع نخبة منتقاة من قيادات الوطن، وهي امتداد لحوارات القائد السابقة، وخطاباته الموجهة للشعب، ومنها خطابه قبل ستة أعوام لأبنائه مجندي الخدمة الوطنية، حيث نوه سموه إلى أن سواعد الأبناء هي التي تبني الأوطان وتطورها، وأن الدول ليست بالحجم وإنما بإرادة أبنائها، وواجب الدفاع عنها فرض، ويشمل ذلك السمعة الطيبة التي سيحفرها التاريخ بين صفحاته، موثقاً ماضياً تليداً، وحاضراً مبهراً، ومستقبلاً مشرقاً.

إن نظام القيم الاجتماعية والأخلاقية الإماراتية مرتبط بأسلوب الحياة، في الماضي، والحاضر، واستمراريته في المستقبل، وجوهره الإنسان وبقاؤه في مواجهة التحديات، وأهم ممكناته استدامة تعزيز المفاهيم الأساسية للشعور بالانتماء، مثل المواطنة، والعمل، والمبادرات الإنتاجية، والإخلاص، والعطاء، مع المحافظة على العادات والتقاليد والأخلاق الإماراتية، ومن أهمها التسامح، والانفتاح على الآخرين.

والهوية الوطنية لم تعد مسألة صعبة القياس، متعددة المفاهيم، بل أضحت لها مؤشرات أداء محددة، ستمكن من الحفاظ على تلاحم المجتمع، وتعزز الهوية والانتماء، لكن ذلك لم يعد يكفي طموح قيادتنا، فقائد المئوية يصبو إلى العلياء، والريادة والتميز، يعززه الانتماء، وأضحت مسؤولية الحفاظ على الهوية الوطنية مسؤولية الجميع، فالبرامج الثقافية الهادفة إلى خلق مجتمع فكري وإبداعي، مع قدرات مؤسسية تهدف لتطوير إمكانات الشباب، وتعزيز هويتهم منفردة، لم تعد كافية، فمكتسباتنا الوطنية تستحق التضحية، ووطننا أصبح منارة إشعاع حضاري، ونموذجاً من التطور والتسامح والوئام. وترسيخ الولاء ونشر الوعي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة، وتعزيز مقوماتها، مع صقل المواهب والقدرات للشباب، رسالة تعكسها مقولة «البيت متوحد»، الذي أصبح وطن وقبلة الجميع.

وتعميق روح الانتماء لا يقتصر على القيادة والدولة فحسب، بل هو واجب الوالدين والأسرة، وكل أطياف المجتمع.

لقد جاء مدنا لجسور التواصل، وجمعنا للعالم تحت قبة وصل واحدة، ليس فقط لتوطيد العلاقات وتعدد الصداقات، بل رسالة حضارية تستوجب من الجميع إدراك أبعاد تحديات استدامة هذا الدور الحضاري والتحديات المقرونة به، وأهمية دورنا جميعاً في الحفاظ على مستقبل الوطن وأهم ثرواته.. أبناؤنا ثروة اليوم، وعماد المستقبل، وللحديث بقية.

تعميق روح الانتماء لا يقتصر على القيادة والدولة فحسب، بل هو واجب الوالدين والأسرة، وكل أطياف المجتمع.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد 

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر