خارج النص

حمرقة!

ضرار بالهول الفلاسي

في أحد الحوارات السفسطائية وصف أحد الأصدقاء المصريين شخصية معروفة بالـ«حمرقة»! فسألته ماهي «الحمرقة»؟ فكانت إجابته؛ هي أن تبحث عن التفسيرات والذرائع لتبرير أكاذيبك حول الوعود التي سقتها، ولكي تبرر استمرارك في عملية النصب للحصول على دفعات جديدة.

عندما جلست بيني وبين نفسي بدأت أفكر «بالحمارقة» التي عندنا والمصطلح الذي نستخدمه لوصفهم فكان أقرب مصطلح لهم (الجمبزة) وننعت صاحبها «بالجمبازي!! ومن المؤكد أن هاتين الصفتين دارجتين بين شعوب الخليج والمنطقة والتي يقصد بها الشخص المتقلب والمنافق وبمعنى أقرب لها «الانتهازي»! صاحب الحيلة الذي يصطاد الفرص ويتحينها ويخدع الناس من أجل مصالحه.

كما أن هناك مصطلحاً سياسياً يستخدم لوصف الدول التي يوجد لديها تناقضات سياسية وهو (الجمباز السياسي)، ففي كل دائرة ومؤسسة أو وزارة لابد من وجود «الجمبازي» والذي غالباً ما تظهر على ملامحة «ابتسامة هوليوود» من أجل مصالحه مستعد أن يخوض معك لعبة «السلم والثعبان» حتى يصل إلى مبتغاه، الأقنعة التي يرتديها من الصعب كشفها ولا يهدأ إلا بالجلوس على الكرسي الذي تجلس عليه أمامه.

وللأسف أرى أن هذا الصنف من البشر قادر على أن يصل بسلوكياته إلى أعلى المناصب على عكس من يعمل بجد ولا يفارق شاشة الحاسوب والأوراق المكدسة، يقوم بتأدية واجباته على أكمل وجه دون أن يخوض معك في أموره الخاصة مع مرور الوقت يجد نفسه خارج الصورة. رسالة لكل مدير ومسؤول قيّم موظفيك على الأداء الذي يقومون به وليس ما يتلفظون به من كلمات المدح والإطراء، لأن في أعماقهم يشتمونه!

تدل دربها: الجمباز الاجتماعي وأقصد النفاق الاجتماعي في زماننا هو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي. ما أقبح الجمبازي أو الحمرقة فهو «باطن عليل وظاهر جميل».

belhouldherar@gmail.com

dbelhoul@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر