كلمة رئيسة التحرير

جذورنا في الأرض وأعناقنا في السماء

منى بوسمرة

لا يمكن لأية دولة أن تنهض أو تسجل إنجازات استثنائية بمحض المصادفة، أو اعتماداً على الموارد الطبيعية فقط، أو الموقع الجغرافي أو الوضع الديمغرافي، فهذه العوامل لا تصنع دولاً رائدة تأخذ مكانها في مصاف دول العالم بجدارة واستحقاق، بل تصنعها المشروعات الملهمة والإرادة الحقيقية والتخطيط والرؤية البعيدة، وقراءة الحاضر والمستقبل بعين ثاقبة.

دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لا تركن إلى هدوء ولا تتوقف محطاتها عند إنجاز أو حتى سلسلة إنجازات مهما عظم شأنها، لأن قيادتها تدرك أن الدول التي تنشد الصدارة عالمياً والسعادة والرخاء لشعوبها، يجب أن تبقي عجلة التنمية في وضعية الدوران دون توقف، والمكانة العالمية غير المسبوقة التي بلغتها الدولة، والاحترام الذي تحظى به من شعوب العالم كافة، يرتبان عليها التزامات دائمة للحفاظ على هذه المكانة وهذا الاحترام.

من هنا نفهم تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن مسؤولية القيادة هي «تأمين مستقبل مشرق لأجيال الحاضر والمستقبل»، وهو ما وعدت به القيادة وصدقته الإنجازات على الأرض، كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين قال: «قلت لكم في الماضي إننا سننجح، وسنكتب لوطننا صفحات جديدة في ملحمة المجد والعز».

ومن هنا أيضاً وفي هذه الأجواء المفعمة بالروح الوطنية، وعشية الاحتفال بيوم الاتحاد الـ51، وفي خضم هذه العزيمة والإصرار الملحمي على الفوز بسباق التقدم والازدهار تأتي الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، ويأتي العنوان المُلهم للسنوات الـ10 المقبلة: «نحن الإمارات 2031»، بما يحمله من تحدٍ وإصرار وثقة، ليحمل الرؤية الحكومية للعقد القادم، المستمدة من حلم المؤسسين، زايد وإخوانه، وبعزيمة «أفضل فريق لبناء أجمل معجزة في العالم»، في أسرع دولة لإغاثة المحتاج، والأكثر حرصاً على بناء الإنسان، والأكثر أمناً وأماناً، واقتصاد يُعد الأنشط في المنطقة والأكثر تنوعاً واستعداداً للمستقبل، بناتج محلي يبلغ 1.49 تريليون درهم، وتصدّر مستحق للعالم في 171 مؤشراً دولياً تنافسياً. دولة تستضيف 20 مليون سائح، وتدير 90 ميناءً بحرياً حول العالم، وتملك أكبر محطتين للطاقة الشمسية في العالم، وأكبر مجمع لمحطات الطاقة النووية السلمية في مكان واحد.

«نحن الإمارات 2031» ليست مجرد خارطة طريق للعشرية المقبلة، بل طموح كبير لدولة تلهم العالم كله، وتعلن ألا شيء مستحيل مع الإرادة والتصميم.

أما تجسيد هذه الرؤية العميقة والأهداف الوطنية الطموحة، فسيكون عبر مؤشرات واضحة، على رأسها الوصول إلى مجتمع أكثر ازدهاراً عالمياً، وأفضل جهة علاجية إقليمياً، وضمن أفضل 10 دول في جودة الرعاية الصحية، وفي مؤشر التنمية البشرية، وأفضل المدن في جودة الحياة. إلى جانب الأهداف الاقتصادية الكبرى، وفي مقدمتها الوصول بالناتج المحلي الإجمالي إلى ثلاثة تريليونات درهم، و40 مليون سائح، والوصول بالصادرات غير النفطية إلى 800 مليار درهم، وستكون الإمارات ضمن أفضل 10 دول في استقطاب المواهب العالمية.

لا شك أن الاجتماعات الحكومية، التي تُعد منصة وطنية موحدة لمناقشة أبرز الملفات الحكومية وصناعة مستقبل أفضل يتواءم مع مستهدفات العقد القادم ومئويتها، ستكون محطة مهمة في مسيرة دولتنا، وسيكتب التاريخ أن فصلاً جديداً من فصول الإعمار والازدهار قد كتب هنا في أبوظبي للتو، فصلاً يستلهم منجزات الماضي ليحقق المزيد والمزيد في المستقبل، وليؤكد بوضوح: نحن الإمارات، جذورنا في الأرض وأعناقنا في السماء.. نحن الإمارات عالميون في الأداء والمنافسة، متمسكون بالجذور والهوية، ومتطلعون إلى الأمام، ملتفون حول قيادتنا، التي لا تتوقف عن الإلهام.

MunaBusamra@

Muna.busamra@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر