خارج النص

الساخطون!

ضرار بالهول الفلاسي

في كل المجتمعات وليس في مجتمعنا فقط توجد هناك مجموعة من الساخطين الحاقدين على كل شيء، أو كما تقول الوالدة الله يحفظها ويعطيها الصحة مثلها المأثور «أشك من المطلقة»، والمقصود أنها لا يعجبها شيء، عزيزتي المطلقة هذا مثل لا تصبي غضبك علي.

أصوات «المطلقات» السموحة، أقصد الساخطين، تمر في عدة دوائر: دائرة العمل أو تنمية المجتمع أو مجالس الأصدقاء التي هي أماكن للسمر والضحك، تجده «ماد بوزه ذرع ومنتفخ»، ولا ننسى مواقع التواصل الاجتماعي حيث يزداد تواجدهم وترتفع أصواتهم بالسخط والنقد والنكد حتى وهم يتجولون في الشوارع، طبعاً لا ينجو منهم لا بشكار ولا حلاق ولا زبال وحتى الذباب بيتضارب معه.

أما أنا فهذا دوري أو «لعبتي» التي أجيدها والتي تتطلب فن الاستماع والإصغاء للجميع، وأخذ كل ما يقال بعين الاعتبار والتحقق منه، لكن وجدت نفسي في منتصف دائرة ممتلئة بالساخطين الناقمين والتافهين!!

وصل بالبعض السخط من قيمة «شاي الكرك» رغم أنه يجلس في أفخم مقاهي المولات أو الفنادق الخمسة والستة نجوم - للتذكير فقط - «يحتسي قهوة بالمبلغ الفلاني.. وبكل رحابة صدر وهو يضحك ويخرج من محفظته النقود ولا يبخل حتى على النادل ببقشيش محترم، ولكن يلعن خيره ويحاسب ويمسح فيه الأرض (راعي الدكان والدوبي) على النص درهم»!!

وهذا نوع من الساخطين التافهين أو كما نقول بالعامية «ما عنده سالفة»، السخط بأمور لا تمت للحقيقة بصلة غير أنها تراكمات وترسبات تلك الطفولة البائسة وأخطاء ارتكبها ووضعته في موضع مقارنة حياته بالآخرين، وبالتالي التذمر من كل الأزمات والعوائق التي يمر بها والبحث عن شماعة ليعلق عليها سخطه!!

الساخطون من الرجال والنساء أصبحوا مثل «أم العروس» «اللي ما يعجبها العجب»، مهما قدمت لهم من معروف وحسنت من أوضاعهم، ووضعت لهم الحلول الجذرية إلا أنهم «يعاودون الكرّة».

تدل دربها: «عزيزي وعزيزتي الساخطين، نصيحة لوجه الله، استمتعوا في حياتكم، سخطوا وإلا نزل عليكم سخط الله، الأمور ما بتتغير إلا إذا انتو حاولتوا تغيير أنفسكم».

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

belhouldherar@gmail.com

@dbelhoul

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر