هنا وهناك

هنا على ضفاف الخليج صنعوا من الحلم مجداً واقعاً وحياة.. هنا تفتح المدن المزهوة بالإنجاز ذراعيها بودٍّ خالص ويد ممدودة بالسلام، وترحاب بطعم التمر، ومذاق القهوة المعتقة بالحب.

هنا أهل فزعة وبيوت كرم، وشوارع تحتضن زوّارها بالأمان والبهجة.

هنا العبارات المحفورة في قلب التاريخ وقلب العرب وقلوب المصريين: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».. و«الرزق رزق الله».

هنا ترتسم على الوجوه الطيبة مشاعر صادقة تُحسّ قبل الكلام، تخرج من القلب للقلب، تشد على الكف وتغرس في الوجدان امتناناً وعرفاناً يدوم بدوام العمر.

هنا عزوة وسند الأوقات العصيبة، وتقاسم الخبز والفرح والأحزان.

هنا زايد الخير، وخليفة العطاء، وبوخالد القلب الرحيم، والوصية الخالدة: «أوصيكم بمصر».

هنا أبوظبي الحكيمة الشامخة بشموخ شيوخها، ودبي وطن الإنسان وملتقى إسعاده، والشارقة كتاب العالم ونور معرفته وثقافته، وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، الطبيعة الخلابة والمحبة الخالصة، والهدوء الذي يجدّد في النفس الحياة.

هنا الإمارات دولة بحجم الكون، وقبيلة كبيرة فُطرت على حب الخير، وعائلة متماسكة وبيت واحد شرع أبوابه مُستقبِلاً المصريين للعمل في كل القطاعات، والعيش الكريم بلا منة ولا تفضل.

هنا أبناء زايد عشاق مصر ومحبوها ومريدوها، الذين يعرفون قدرها ويقفون في صفها، ويحفظون في قلوبهم: «مصر التي في خاطري وفي فمي».

وهناك.. هناك مصر وشعبها، حيث البيوت وطن ثانٍ لكل إماراتي، والمدن التي تحمل اسم زايد، والروابط التي تختصر المسافات والعلاقات التي تستعصي على الوشاة.

وهناك حيث تعجز الحروف والكلمات، وتغيب بلاغة العبارات خلف إحساس المصريين بكل آتٍ من الإمارات، حباً واحتراماً وشعوراً نادراً بالألفة تتجدّد وتتوالى به الزيارات.

وهناك حيث النيل والأهرامات ونسيم العصر في الانتظار، حيث الضحكات وروعة الاستقبال، حيث الأوقات المحفورة في التاريخ والذكريات.

وهناك حيث الشواطئ التي تعرف أبناء الإمارات، والمطاعم التي تحفظ ملامحهم وذوقهم وأكلهم المفضل، وتبتهج لعودتهم.

هناك حيث الأصدقاء أخوة دم، والجيران أهل وعشيرة.

وهناك حيث المشروعات الإماراتية في كل ربوع مصر (اتصالات وإعمار ودانة غاز والفطيم و1300 شركة خاصة واستثمارات تجاوزت 20 مليار دولار).

هنا في الإمارات.. وهناك في مصر.. وطن واحد كبير يختصر جغرافية المكان، ليمكن تاريخاً من التعاضد والأخوة، والوقوف كتفاً بكتف في كل وقت.

الاحتفال بمرور 50 عاماً من المحبة بين الإمارات ومصر، مبادرة إماراتية كريمة ولفتة حب نادرة في تاريخ الدول، وتأكيد جديد على علاقات وطيدة لم تشُبها شائبة، ولم تُفلح معها وقيعة، ولم يفسدها واشٍ، ولم ينل منها حاسد أو غيور.

50 عاماً من الرؤية الواحدة، واليد الواحدة، والموقف الواحد، والحب الصادق، أدامه الله هنا وهناك.

هنا العبارات المحفورة في قلب التاريخ وقلب العرب وقلوب المصريين: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».. و«الرزق رزق الله».

هناك مصر وشعبها، حيث البيوت وطن ثانٍ لكل إماراتي، والمدن التي تحمل اسم زايد، والروابط التي تختصر المسافات والعلاقات التي تستعصي على الوشاة.

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة