العلاقات الثقافية بين الإمارات ومصر

بلال البدور

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري بذكرى مرور 50 عاماً على العلاقات بينها وبين جمهورية مصر العربية.. هذه الفترة التي تمثل العلاقة بين البلدين منذ قيام دولة الإمارات، إذ تم التبادل الرسمي للعلاقات بين البلدين وتبادل السفراء. بينما العلاقات تعود لفترة أبعد من ذلك، وإذا كانت الوثائق التي بين أيدينا تسجل سفر الشيخ محمد بن سعيد بن غباش للدراسة هناك عام 1927، ومن سبقه ومن لحقه فإن ذلك مؤشر لقدم العلاقة التي صارت تتطور، في جميع المجالات الرسمية منها والشعبية، وكان التعليم هو القائد لذلك، فمجيء المعلمين المصريين بداية من البعثات التي وصلت عام 1953 ضمن البعثة الكويتية أو من جاؤوا ضمن البعثة المصرية، أسس التطور لهذه العلاقات، إذ كان أولئك المعلمون قنوات للتواصل، نقلوا ثقافتهم وتجاربهم، فبالإضافة إلى قيامهم بتدريس موادهم في المنهاج الدراسي فقد أذکوا الروح القومية لدى الطلبة، واهتموا بالعناية بالفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والحركة الرياضية والكشفية، وتنظيم المهرجانات، ما رسم ملامح العمل الثقافي ووضع ركائزه، وأدى إلى دفع أبناء الإمارات إلى الاشتغال بهذه الجوانب والبروز فيها. وكانوا على ارتباط وثيق كذلك مع أولياء الأمور، فشاركوا في فعاليات مجتمعية مختلفة، خصوصاً الذين جاؤوا من الأزهر الشريف، والذين تولوا التعليم والخطابة في الجُمع والأعياد والمناسبات الدينية.

وبعد قيام دولة الإمارات وجدنا المدرسين وغيرهم ممن جاؤوا إلى الإمارات للعمل في مهن مختلفة يشاركون في برامج الهيئات الثقافية وجمعيات النفع العام، ويسهمون في النشاطات المختلفة، في المؤتمرات والندوات والكتابة الصحافية، وإعداد وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية. كما أن وجودهم في الإمارات كان فرصة لهم لنشر إبداعاتهم في مساحة من الحرية، فأثروا المكتبة العربية.

أما أبناء الإمارات من بنين وبنات الذين ذهبوا إلى مصر للدراسة في تخصصات علمية مختلفة فقد عادوا محمّلين بعلمهم وتجاربهم ومعارفهم التي اكتسبوها من الجامعات التي درسوا فيها، ومن تواصلهم مع المجتمع ومع زملائهم من طلبة البلدان الأخرى الذين التقوهم هناك.

عادوا للعمل في مؤسسات الدولة المختلفة، وبسواعدهم وفكرهم وجهدهم تحقق المنجز الذي قدمته الدولة بفضل التمكين الذي منحتهم إياه الدولة بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهاته الحكيمة، ثقة منه بقدراتهم. فكان منهم الوزير، والوكيل، والسفير، والاقتصادي ورجل الأعمال، ومنهم الطبيب والمهندس والإداري الناجح، والأستاذ الجامعي، والمعلم الذي يبني الأجيال والإعلامي الذي يقدم صورة الوطن.. تحية لقيادتي البلدين على استمرار هذا الحب والتواصل، وتحية للشعبين الشقيقين على ترجمة هذا الحب.

أبناء الإمارات الذين ذهبوا إلى مصر للدراسة في تخصصات مختلفة عادوا محمّلين بعلمهم وتجاربهم ومعارفهم التي اكتسبوها من الجامعات.

الوثائق التي بين أيدينا تسجل سفر الشيخ محمد بن سعيد بن غباش للدراسة في مصر عام 1927، في مؤشر لقدم العلاقة بين الإمارات ومصر.

تويتر