كلمة رئيسة التحرير

مصر والإمارات.. علاقة راسخة

منى بوسمرة

احتلت مصر مكانة خاصة لدى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأدرك منذ البدايات أن وضع مصر في الأمة العربية كوضع القلب في الجسد، يضخ الدم ويمدّه بأسباب الحياة، ولذلك حرص طوال الوقت على توفير كل سبل النجاح لهذه العلاقة، وتقويتها وتمتينها بغضّ النظر عمّن تعاقبوا على حكم مصر، فهي بالنسبة إليه كانت الأيقونة العزيزة على الأمة العربية عموماً، وعلى الإمارات بقيادتها وشعبها خصوصاً.

فبدءاً من عهد القادة عبدالناصر مروراً بالسادات وانتهاءً بحسني مبارك، حرص الشيخ زايد على تقديم كل العون للأشقاء في مصر بدافع الالتزام والمسؤولية، وكانت مقولته الشهيرة خلال حرب أكتوبر المجيدة 1973 «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي»، حيث أوقف ضخ النفط، كورقة ضغط للمساعدة في جهود الحرب، وقدّم المساعدات لشراء السلاح، نبراساً للأجيال القادمة.

فقد شيّد الشيخ زايد، المشروعات الزراعية ومشروعات استصلاح الأراضي، وبناء المدن السكنية، وإقامة العديد من القرى السياحية، وتقديم الدعم والتمويل للمراكز الطبية والمستشفيات التي لاتزال تحمل اسمه.

وفي المقابل، توافدت بعثات المدرسين والمهندسين والأطباء، التي جاءت إلى الإمارات انطلاقاً من الدور المصري التاريخي الداعم للأمة العربية ولدولة الإمارات.

وعبّر المغفور له عن هذه المواقف في مقولة بمثابة وصية ومنهاج عمل لأبنائه من بعده، حيث ذكر «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر».

وبعد رحيل زايد، لم تتوقّف الإمارات عن الدعم والمشاركة، ونفّذ الأبناء وصيّة الأب، ولم يتخلّوا عن دورهم في مساعدة مصر، التي كانت على موعد مع الثورة والتغيير في 30 يونيو 2013، فقدّمت الإمارات العون للشعب الذي عشقه زايد.

وهنا لابد من الإشارة إلى «المنحة الإماراتية» التي قدمتها الإمارات لدعم شقيقتها مصر مع بداية عهد السيسي، والتي غطت جوانب اقتصادية مختلفة، تقديراً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأهمية أن تكون مصر قوية في جميع المجالات، حتى تنطلق إلى آفاق أرحب وسط عالم يشهد تغيرات متسارعة، حتى تظل درعاً واقية تحمي أمنها القومي ومصالح أمتها العربية.

وسعى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، إلى تمتين العلاقة وترسيخها أكثر، انطلاقاً من الثوابت والمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، وزار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال السنوات القليلة الماضية، مرات كثيرة، تأكيداً على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية.

وخلال هذه السنوات اكتسبت علاقات الصداقة بين سموّه وفخامة عبدالفتاح السيسي خصوصية شديدة، عادة ما تظهر خلال اللقاءات والزيارات المتبادلة لكلا البلدين، حيث وصف سموّه الرئيس السيسي خلال زيارته إلى الإمارات، في نوفمبر 2019، بـ«الصديق العزيز وضيف الإمارات الكبير»، مؤكداً أن علاقات الإمارات ومصر تاريخية واستراتيجية، وهناك إرادة مشتركة لتعزيزها وتطويرها بما يخدم الشعبين.

ختاماً، كانت مصر وستبقى عزيزة على قلوب الإماراتيين والعرب جميعاً، حيث إنها لم تتأخر يوماً عن أداء دورها التاريخي في الدفاع عن العرب وعن مصالحهم في وجه أعدائهم والأخطار المحدقة بهم، وهي لا تبخل عن تقديم كل ما يلزم حفاظاً على هذه الرسالة.

Muna.busamra@emaratalyoum.com

@MunaBusamra

 

تويتر