خارج النص

«أبوالعريف»

ضرار بالهول الفلاسي

«أبوالعريف».. شخصية مُلمّة وفاهمة ومدركة لأي موضوع يمكن فتحه أو مناقشته، أو «كما يقولون إخوانا المصريين: بتاع كلو». تجد هذه الشخصية في كل مكان وتتكرر في المجتمع، أو في العمل وبين الأصدقاء، أو حتى داخل العائلة الواحدة.

في أحد الأيام كنت متضايقاً على غير عادتي «وماد البوز»، وإذا بأخي يستفسر حينها: ما بك؟ لماذا أنت «ماد بوزك ذراع»؟ فأجبت بأنني لدي فكرة مشروع، ومهم جداً، وقمت بدراسته بشكل مفصل واستغرق مني الوقت الكثير، ومن تجربتي أخشى من صاحبنا «أبوالعريف»، وهو (مديري السابق) «اللي فاهم في كل شي من الطاقة الذرية لين الفضاء»، وطبعاً يقول كلمته المأثورة: «أنتم ما تفهمون شيء»، وبالتأكيد سيفشل المشروع برفضه له دون مناقشة.

فأجابني أخي: هذا عنده عقدة نقص و«أبوالعريف مالك» يسمى بـ«المدير الأوحد». وأكمل حديثه بسؤاله لي: المهم أنت تريد تمرير المشروع نظراً لأهميته أم تريد نسبه لنفسك؟ فقلت له لا يهمني أن ينسب لي والأهم عندي أن ينفذ المشروع، فأجاب: قول لـ«أبوالعريف»: المشروع مبني على فكرتك العبقرية وأنت صاحبها، وأنا سويت شكل ما أنت تباه، وهنا لصدمتي بعد أن نفذت ما أخبرني به أخي، بأن «أبوالعريف» قام بالتوقيع على الموافقة مباشرةً دون معارضة أو مراجعة، ونفذ المشروع مباشرةً.

وتمر الأيام ويُحال «أبوالعريف» للتقاعد، وتفاجأ بأن لا أحد يتصل به ولا يقدم له الولاء، ولا يسلم عليه حتى إن التقى به في المول. السؤال الذي يطرح نفسه: من المسؤول عن «أبوالعريف» في مؤسساتنا ووزاراتنا ودوائرنا؟ الكل يعرف أن «أبوالعريف» متخرج بنسبة مقبول وجاهل ومتسلط، فمن المسؤول عن تواجد «أبوالعريف» لدينا؟!

تدل دربها: الله يسامحك يا بو فلان لأنك توسطت وشغلت أبو العريف وورطتنا فيه، كل الدعاوي اتي على راسك.

 

 

 

belhouldherar@gmail.com

@dbelhoul 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر