«دورينا» والتقلبات الفنية

مسعد الحارثي

اختلفت وجهات النظر وترشيحات الجماهير منذ بداية مرحلة الإعداد حتى الجولة الثالثة من «دورينا»، ومعظم الترشيحات كانت بناء على تعاقدات الأندية في مرحلة الإعداد. وعلى الرغم من تفاعل الجماهير وحضورها المميز لمؤازرة أنديتها، لكن كانت الصدمة لجماهير العين والوحدة هي الأكبر من خلال الجولات الثلاث في ظل تفوق أبرز المنافسين: الجزيرة والشارقة بالعلامة الكاملة، بينما العين بأربع نقاط، والوحدة بنقطة وحيدة.

واستطاع البطائح، الضيف الجديد في دوري أدنوك للمحترفين، أن يلفت انتباه الجميع، ويرعب الأندية الأخرى، من خلال انتصارين حصد خلالهما ست نقاط، حيث يحتل المركز الثالث بفارق النقاط عن شباب الأهلي واتحاد كلباء. ومن أبرز المباريات منذ انطلاق الجولة الأولى مباراة الوصل والوحدة، والتي ظهر فيها الفريقان بمستوى مميز وانتهت بتعادل كان مرضياً للجميع.

وكانت القمة الأخرى بين شباب الأهلي والشارقة في مباراة قوية وتنافسية داخل الملعب وملتهبة في المدرجات، وخطفها الشارقة بالقراءة الواقعية للمدرب كوزمين في ظل عدم اكتمال الأجانب، والتي من خلالها حصد النقاط الثلاث وسط ذهول «الفرسان».

الجولة الثانية لم تخل من الإثارة، حيث كانت الصدمة للوحدة بعد خسارته من كلباء، وبينما اعتقدنا أن «الزعيم» استفاق من التعادل مع عجمان في الجولة الأولى وقدم مستوى أبهرنا جميعاً بعد تغلبه على الظفرة بسبعة أهداف ثقيلة، لكنه يعود بخسارة مستحقة أمام الجزيرة المتميز، والذي كان تميزه من خلال فرض أسلوب وطريقة اللعب وقراءة المدرب قبل وأثناء المباراة. وتعتبر المباراة الأفضل للاعبي الجزيرة بالفوز على منافس بحجم «الزعيم»، في ظل تواضع المستوى في الجولتين السابقتين.

واستمرارهم بالروح والأداء نفسه يبشر بالمنافسة على بطولة الدوري، كما أن فوز «الفرسان» على «أصحاب السعادة» يؤكد أن شباب الأهلي يسير بخطى ثابتة بعد أن حرمهم الشارقة من نقاط الجولة الأولى، لكن صحوة «الفرسان» ستكون مرعبة وستشعل المنافسة، بينما الظفرة وبني ياس ودبا وخورفكان لم نجد منهم أي بوادر تبشر بأن هناك أهدافاً واضحة يعملون على تحقيقها. وأعتقد أن الجولات المقبلة ستكون صعبة على هذه الأندية. وأستثني عجمان لصعوبة اللقاءات وتقديم مستوى فني يشفع له من خلال مواجهات من العيار الثقيل مع العين والشارقة والنصر. وبعيداً عن نتائج المباريات إلا أن عجمان قدم لنا كرة قدم جميلة، وكان خصماً عنيداً للمتنافسين على البطولات.

منافسة الجماهير وحضورها أكبر مكسب لدورينا، وذلك يؤكد أن جماهير الكرة تبحث عن هوية أنديتها واثقة بالأداء والاستقرار الفني، والرسالة لإدارات الأندية واللاعبين والمدربين مفادها (لا تخذلوهم). .

كانت الصدمة لجماهير العين والوحدة هي الأكبر من خلال الجولات الثلاث. 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر