الفرصة

بمجرد أن تسنح لي فرصة، عندما تأتي الفرصة، إنني أنتظر الفرصة المناسبة، للأسف لم تأتِ فرصة. تلك العبارات تتردد كثيراً حول «الفرصة» فما الفرصة؟ يعرف الكاتب والمفكر Samuel Reddy «صمويل ريدي» الفرصة بأنها الوقت أو الظروف التي تجعل شيئاً ما يحدث، كما يعرفها قاموس ويبستر بأنها الظرف الذي يسمح للشخص أن يقوم بعمل شيء يرغب في عمله. ولكن صمويل يؤكد أن الفترة الزمنية التي تأتي فيها الفرصة تكون ضيقة جداً، وقد تأتي الفرصة متخفية وغير واضحة، فلابد أن يكون الإنسان متيقظاً ومستعداً عندما تأتي، حتى يكتشفها أولاً ثم يقوم بما يجب أن يقوم به ليستفيد منها. قد تأتي الفرصة في صورة أزمة أو مشكلة، فمثلاً أزمة وباء كورونا كانت فرصة عظيمة جداً لشركات المطهرات والمنظفات والكمامات الواقية، وكذلك لشركات الأدوية التي استطاعت إنتاج أمصال، وكذلك للجامعات التي تمكنت من تقديم برامجها أونلاين.

وعلى مستوى الأفراد قد يكون إنهاء خدمات شخص من العمل أفضل شيء حدث له في حياته، حيث يتجه لما كان يحلم به كتأسيس شركة خاصة أو الالتحاق بدراسة معينة، وهذا ما حدث بالفعل مع أحد طلابي وأصدقائي حالياً، حيث تم إنهاء خدماته ومن دون سابق إنذار، وقد اسودت وضاقت الدنيا في عينيه عندما علم بالخبر وتحدث معي في اليوم نفسه، ولعلمي بمهارته في العمل الحر وكذلك قدرته على التدريب وإيصال المعلومة ذكرته بحلمه في افتتاح أكاديمية تدريب، وفي غضون خمس سنوات أصبح لديه فروع في سنغافورة وماليزيا واليابان ومصر وقريباً في الولايات المتحدة وبريطانيا، فليس بالضرورة أن تكون كل الأخبار سعيدة، وقد يصبح حدث غير سار هو شرارة الاشتعال لحدث عظيم وتغيير جذري في حياة الإنسان ومسيرة الشركات ومؤسسات الأعمال.

ماذا لو لم تأتِ الفرصة؟ اصنعها بنفسك، فنجاح شركات مثل كنتاكي وأمازون وأبل لم يكن وليد الفرصة أو المصادفة بل قام أصحاب تلك المؤسسات بخلق الفرصة بأنفسهم، بل وبخلق السوق نفسه واستحداث حاجات للمستهلك لم يكن يدري عنها شيئاً، لم يكن المستهلك يدرك أنه يمكن أن يكون هناك شيء اسمه «فأرة» ينقر عليها فيتم تنفيذ الأمر على الكمبيوتر، ولم يكن يعلم المستهلك أو يحتاج أن يكون هناك هاتف باللمس بدلاً من الأزرار، لقد خلق ستيف جوبز فرصته بنفسه.

وفي السياق نفسه، فقد صنع صمويل ريدي فرصته عندما طلب من والدته أن تدفع له ثمن تذكرة الطائرة ليسافر من وطنه الصغير الجميل في إفريقيا «موريشيوس» إلى لندن ليعمل بوظيفة بسيطة في قصر باكنغهام، ثم صنع لنفسه فرصة أخرى من خلال أحاديثه مع أفراد الحرس وزملائه بالعمل ليحصل على فرصة غيرت حياته حيث التحق بالجيش البريطاني، وقد كان مثالاً في الالتزام إلى أن أكمل الخدمة وخرج للحياة المدنية لا يدري ماذا يفعل، ولكنه لم يلبث طويلاً قبل أن يقوم بإعداد برنامج تدريبي لمن تركوا الخدمة ليساعدهم في الاندماج في الحياة المدنية، سواء بإنشاء شركاتهم أو الالتحاق بوظيفة أو العودة لمقاعد الدراسة. إن لم تأتِ لك الفرصة، فاصنعها بنفسك.

إن لم تأتِ لك الفرصة، فاصنعها بنفسك.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة