مساحة حرة

مؤسس المئوية (1)

فيصل محمد الشمري

برحيل المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ترجّل فارس عاصر التأسيس، وقائد بدايات «مرحلة التمكين»، وأمين رحلتها المباركة، ليتولى قيادة الوطن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «فارس المئوية»، والذي لقبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بـ«ظل زايد وامتداده فينا، ومؤسس مئوية دولتنا». فهو ليس نجل المغفور له الشيخ زايد وولي ولي عهده فحسب، بل يمثل لأبناء الشعب روح زايد الخالدة في أفئدة الشعب، وحامي حمى اتحادنا، وبداية حقبة تاريخية جديدة، يقودها سموه نحو استقرار ورخاء وازدهار مؤسسي، حيث عكس الانتقال السلس والمباشر لحظة تاريخية ونموذجاً فريداً بمبايعة، وإجماع وطني شامل لقائد التنمية المئوية، الرئيس الثالث للدولة، والحاكم الـ17 لإمارة أبوظبي.

إن المواقف هي ركيزة القيادة، والدروس الثابتة لمواقف قائد المئوية من تحرير الكويت، وشرعية اليمن، والوقوف في وجه العبث الإقليمي، ومواجهته الإرهاب والتطرف، و«الربيع الأسود»، نموذج استراتيجي للتعامل مع عواصف من التغيير، فهو صاحب المواقف الحاسمة في رفض التدخلات الخارجية، وهو صاحب اليد الأعلى في إسقاط مشاريع التخريب التي استهدفت المنطقة، فأنقذت مواقفه وقراراته الحاسمة العديد من الدول من ويلات الخراب والتفكك. وهو صانع السياسات الوطنية الأهم، وهو ما استوجب أن يشهد به الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في كتابه «مذكرات أرض موعودة»، بأنه أكثر قيادات الخليج ذكاء وصراحة وحكمة وحنكة، وهي الشهادة التي لم تأت مجاملة، وإنما جاءت بعد مصارحة ومواقف بطولية حمت الخليج والعروبة من مخاطر جسيمة، ووأدت مخاطر أكبر في مهدها.

إن رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائد المئوية ومتابعته لاستدامة تطوير قطاع الطاقة، وإطلاقه شراكة استراتيجية بين ثلاث شركات وطنية عملاقة (أدنوك، مبادلة، أبوظبي القابضة)، لترسيخ مكانة «مصدر» الشركة العالمية الرائدة في الطاقة النظيفة نموذج لفكره القيادي النير، وتخطيط يستشرف المستقبل، ويتنبأ بما هو آتٍ بمرونة وقياس لجاهزية المؤسسات الوطنية، ونموذج للعمل المؤسسي والتخطيط النوعي لإطلاق مشاريع تنموية تعزز من مكانة الدولة وتنافسيتها، انطلاقاً نحو المستقبل بخطى ثابتة وحثيثة، وتطبيق عملي لمقولته: «نريد أن نحتفل بآخر برميل للنفط»، مطبقاً مقولة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نقول ما نفعل.. ونفعل ما نقول».

المكانة العالمية لوطن الإلهام ومقر السعادة، ستتعزز بجهود القائد الملم بتطلعات الشعب وطموحاته وآماله، الشعب المكون من نسيج مجتمعي متلاحم يمتاز بالتسامح وتنوعه الفكري والعلمي بأكثر من 205 جنسيات (وهو ما لا يوجد بأكبر المنظمات الدولية حجماً وتنوعاً ثقافياً)، هل نطمح لأكثر من هذا؟

لقد شكلت المنجزات التنموية الشاملة، سلسلة من النجاحات العالمية، بمختلف نواحي الحياة، محققة آفاق العالمية، موظفة المكانة المرموقة والتنافسية والتميز في المجالات كافة، رافعة سقف تطلعات الوطن والمواطن، فبناء الشيخ زايد وإخوته المؤسسون، والشيخ خليفة الأخ والعضيد والمعلم، قائد «مرحلة التمكين»، يشمل مسؤوليات جسيمة وإنجازات جليلة ومواقف وطنية، وحكمة وعطاء ومبادرات في كل زاوية من زوايا الوطن، إرث عظيم لقائد مئوية دولة الإمارات مع إخوته حكام الإمارات وقيادات الدولة المخلصين، فهو ربان المرحلة، الذي يسعى لاستدامة المكانة العظيمة والإنجازات المبهرة والتي لن تقف على أعتاب، أن نبقى واحة الأمن والأمان والعدالة، الاستدامة، الرفاه والسعادة والرخاء، التطور والمستقبل.. سابقين غيرنا بسنوات من التطوير والتميز المؤسسي والاستغلال الأمثل للموارد والتقنية لما فيه خير البلاد والعباد، فنحن على أعتاب المستقبل.. على أعتاب المئوية الإماراتية.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر