محمد بن زايد.. عرفناك قائداً وبايعناك رئيساً

جاء خبر انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات، ليؤكد سلاسة انتقال الحكم من الراحل الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، إلى خير خلف، وهو خبر يحمل تفاؤلاً شديداً للمستقبل.

خبر يؤكد الاستقرار الذي نعمت به هذه الدولة من الله سبحانه وتعالى في وقت أصبح العالم فيه مليئاً بالاضطرابات.

الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 واحة أمان، والشعب مؤمن وواثق وملتف حول قيادته في السراء والضراء.

يؤمن ثالث رئيس لدولتنا الحبيبة إيماناً راسخاً بأهمية الاتحاد، وهو يحمل بإخلاص راية زايد وإرثه. عرفنا معدنه في الأزمات عندما قال «لا تشيلون هم»، ونجح في إدارة الأزمة وأخرجنا منها بلا خسائر تذكر، والأرقام المتدنية تشهد بذلك.

سيكمل محمد بن زايد مسيرة الدولة بنفس القوة والزخم، ونؤمن إيماناً كاملاً بأنه امتداد زايد وخليفة الخير، رحمهما الله.

نفتح صفحة جديدة في تاريخ الدولة، صفحة محمد بن زايد، أحد أكثر قادة العالم تأثيراً، وصوله إلى الرئاسة ذروة طبيعية لتدرجه في المراكز التي تبوأها في السنوات الماضية، وهو مهندس الحداثة في عاصمتنا الحبيبة ومبدع التحولات السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية والاجتماعية.

فهو العقل الذي ارتقى بالإمارات إلى قوة عسكرية إقليمية يحسب لها ألف حساب، وهي القوة التي تسهم وتعمل وتسهر على نشر السلام وإرساء الأمن والاستقرار ليس داخل الوطن فقط وإنما في الإقليم والعالم. وليس في الكلام مبالغة، إذ تشهد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بذلك عندما استشهدت بجيشنا كمثال للجيوش القوية في المنطقة، وأطرت على أدائه في أكثر من مناسبة.

وهو العقل الذي قاد عملية تنويع الاقتصاد في أبوظبي، وهذا يحسب لبعد نظره ورؤيته المستلهمة من والده الشيخ زايد طيب الله ثراه. ليس هذا فحسب وإنما استلهم كذلك الحكمة والتواضع والثبات في الأزمات.

عرفنا محمد بن زايد قائداً من بدايات العقد الماضي، صقر يسهر على أمن الدولة وحتى أمن دول الجوار، عرفناه شجاعاً وجريئاً في اتخاذ القرار المناسب. عرفناه سياسياً محنكاً لعب دوراً مهماً لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وقد كانت الإمارات من الدول الموقعة على الاتفاقيات الإبراهيمية لإنهاء الحروب في المنطقة ونبذ خلافات الماضي وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين دول المنطقة. وهذا درس في الواقعية السياسية بعيداً عن مثاليات لم تجلب سوى التخريب والدمار.

ولا ننسى أبداً رؤيته الهادفة إلى تبني قيم التسامح ونبذ التعصب، فلا ينكر أحد أن الدولة أصبحت رمزاً عالمياً للتسامح. رؤية محمد بن زايد للتسامح والوئام بين كل فئات المجتمع أثبتت نجاعتها في ترسيخ السلم المجتمعي.

سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عرفناك قائداً وبايعناك رئيساً لدولة الإمارات على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره. نسأل الله عز وجل أن يمتعك بدوام الصحة والعافية، ويوفقك ويسدد خطاك، ويعينك لكل ما هو خير.

• الإمارات منذ تأسيسها واحة أمان والشعب مؤمن وواثق وملتف حول قيادته في السراء والضراء.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة