نقطة حبر

في ذكرى الشيخ زايد

شذى النقبي

بعد يومين من الآن (في 19 رمضان المبارك)، تحلّ ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.. ذكرى تختلط فيها مشاعر موجعة بألم الفراق، ولوعة الفقد، مع إحساس بالفخر والعزة بما أنجزه الأب المؤسس من قواعد راسخة لبناء نهضة دولتنا على الصعد كافة.

لم يترك، رحمه الله، درباً من دروب ترسيخ اتحاد دولتنا وتقدّمها إلّا سلكه، ووضع لبنات صرحه الشامخ الذي يتيح للأجيال المتعاقبة تحقيق قفزات حضارية، مرتكزة على أسس متينة ومرنة تستوعب كل تقدم وتطوّر يشهده العالم.

وإذ إن هذه المساحة، هي ضمن صفحة متخصصة في قطاع التربية والتعليم، فمن الأنسب أن نسلط الضوء على التطور الكبير الذي شهده هذا القطاع، بعد قيام الاتحاد.

حظي التعليم في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بأولوية كبرى، فقد ركز الأب المؤسس على تشجيع المواطنين على تعليم أولادهم، كما اهتم بتطوير التعليم لإدراكه أهميته في بناء الدولة الحديثة.

وقال رحمه الله: «إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره»، فهذه المقولة أصبحت النبراس ومنهاج العمل والحياة لكل مواطني الدولة منذ إنشائها عام 1971، والتي تمت ترجمتها على أرض الواقع، حيث نظرت الدولة إلى أن التعليم حق لكل مواطن إماراتي، على أن تتكفل بالإنفاق عليه وتوفيره للمواطنين في كل المدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية.

وأصدرت الحكومة القانون الاتحادي رقم 11 لعام 1972 بشأن إلزامية التعليم، الذي يُلزم أحد الوالدين أو الوصي القانوني بإرسال الأبناء إلى المدرسة.

وعملت الدولة على إنشاء المدارس في قطاع التعليم، إضافة إلى مؤسسات التعليم العالي، وفي مقدمتها جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا، إضافة إلى العديد من الجامعات والكليات الأخرى في كل إمارات الدولة.

وانطلقت نهضة التعليم منذ ذلك الحين، ليتخطى نظام التعليم على يد المطوع، حتى وصل إلى التعليم الافتراضي، الذي أثبتت الدولة تفوّقها فيه على كثير من الدول، خصوصاً أثناء جائحة «كورونا».

إن ما وصلت إليه دولة الإمارات من مكانة مرموقة بين الأمم، وما حققته من إنجازات، فاقت في عدد منها دولاً كبرى، يثبت أن الأساس الذي وضعه مؤسس اتحاد دولتنا كان متيناً، وقابلاً لاستيعاب المتغيرات والتطورات التي يشهدها العالم، ويستطيع التعامل معها، والاستفادة منها، والبناء عليها.

رحم الله مؤسّس اتحاد إماراتنا، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

• ركّز الأب المؤسّس على تشجيع المواطنين على تعليم أولادهم.

عضو المجلس الوطني الاتحادي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر