التجارب معيار التقييم

التجارب دائماً ما تكون معياراً لتقييم أي عملية أو منظومة إدارية أو عمل مؤسّسي، فهي تُعد ركيزة ذات أهمية عالية لتحسين النتائج والمكتسبات المرجوّة، ولعل التجارب التي مرت بها ساحتنا الكروية كفيلة بتقديم أفضل الدروس والعبر لتخطيطٍ سليم يضمن تجنب الأخطاء والهفوات التي اعتادت المؤسسات والأندية الوقوع بها وما يُكلفها لاحقاً من مالٍ ووقتٍ وجهد، تكشفه لنا الأرقام والوقائع المتكررة مع ختام كل موسم، دون أن تكون هناك وقفة جادة وقراءة متأنية لواقع الحال كي يتم تقييمها بشكلٍ ناجع بما ينعكس إيجاباً على سلسلة العمل والنشاط في المكان ذاته، فهناك العديد من القرارات الاجتهادية التي أصبحت مع تعاقب الزمن عُرفاً في المدرسة الإدارية، بل صارت نظاماً تُبنى عليه الأساسيات عند أغلب الإدارات وفق دوافع اجتهادية بعيدة بالأساس عن أبجديات الدراسات القائمة على التحليل والتقييم الذي يُفترض أن يتم إجراؤه عند نهاية كل فصلٍ رياضي أو دورة إدارية، إذ يُفترض أن تكون تلك وسيلة وأداة لتقويم العملية وتصويبها ضمن إجراءات صحيحة وسليمة خالية من العاطفة والارتجال الذي يعتبره النقاد والمتابعون سبباً رئيساً في تخلفنا وتراجعنا الكروي والرياضي بشكل عام. وعلى الرغم من المقومات المتوافرة من دعمٍ ورعاية وتسهيل بهدف الوصول إلى مخرجات تتماشى مع تلك التطلعات والأهداف التي ينشدها كبار وصغار الساحة، إلا أن حقيقة الواقع تتناقض كلياً مع الشعارات والوعود البراقة التي مازالت تنتظر أن تُبصر النور منذ سنين جافة، لم تجلب معها سوى تقهقر وانحدار مخيف على رياضتنا بشتى أنواعها دون استثناء، الأمر الذي جعل الجماهير تعيش حالة مزدوجة من الخيبة والإحباط، ما أفقدها الأمل وأفقدها كذلك الشعور والإحساس تجاه المشاركات والاستحقاقات التي أصبحت صورتها قالباً محفوظاً لم يعد بالجديد أو الغريب عليها.

فكم هي الندوات والورش التي قدّمت نماذج وأساليب عمل مميّزة لممارسات وتجارب عالمية بغرض الاستفادة منها وتطبيق ما أمكن في المؤسسات والأندية لتحسين وتطوير أنظمة العمل لديها، بما يفرض الالتزام والمسؤولية الجادة التي قد تقود إلى تحقيق مكتسبات طال انتظارها. لذا هي حلقة يدور فيها الجميع دون اتجاه واضح مع سيناريو متكرر لمشهد واحد تختلف فيه الأدوار، فالواقع الرياضي الذي بالإمكان إصلاحه وتطويره بمختلف مناشطه، بات يستنزف القدرات والإمكانات الحالية التي قد يأتي يوم أخشى أن نعض أصابع الندم فيها ونندب تلك المقومات والوسائل المتاحة التي أسأنا تدبيرها وأضعنا تصريفها!.

• كم هي الندوات والورش التي قدّمت نماذج وأساليب عمل مميّزة لممارسات وتجارب عالمية بغرض الاستفادة منها.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة