وجهة نظر

ديربي العطش الكروي

مسعد الحارثي

ديربي العاصمة الشهير بين «الزعيم» و«أصحاب السعادة» أعاد إلينا الروح قبل المباراة بفترة، واشتعلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالتصريحات والتحديات بين الجماهير، التي منحتنا الإحساس بقيمة المنافسة بين المتصدر والوصيف، وكم كانت جميلة هذه المناوشات، التي أكدت أننا كنا نتعطش لمثل هذه المواجهات.

الحرص والحضور الجماهيري قبل ساعات من انطلاق المباراة، للاستمتاع، ولإعادة الروح إلى المنافسات الجماهيرية في المدرجات، يؤكدان أن الجماهير بحاجة إلى استقرار المستوى الفني لفرقها، وليس الهدايا والجوائز، لأن جماهيرنا ليست جماهير هدايا، وإنما جماهير تعشق كياناتها، وتتمنى الثقة والاستقرار في المستوى الفني لأنديتها.

قدم لاعبو الفريقين مباراة أعادتنا إلى الزمن الجميل، حيث كانت أفضل مباراة في الموسم من حيث المستويين الفني والجماهيري، لدرجة أننا لم نسمع عن بقية المواجهات، لأن الديربي أصبح ديربي الغضب والعطش لجماهير الكرة الإماراتية، وبالتأكيد هذه المباريات، وعودة المستوى الفني القوي، يعود بالفائدة على أداء منتخبنا الوطني.

الحكم الأجنبي كان عاملاً من عوامل النجاح الفني للمباراة، ولذلك وجبت الإشادة، والدليل أننا لم نشهد «الفار»، على الرغم من حساسية ديربي العطش الكروي، وفائدة الحكم الأجنبي ليست فقط في إدارة الديربي، وإنما تنعكس على قضاة الملاعب المواطنين، إذ عليهم الاستفادة من الكفاءات في إدارة المباريات بالطريقة الراقية التي تسهم في رفع المستوى الفني للمباريات، ومعرفة أن «الفار» عامل مساعد فقط، كما أن المحافظة على شخصية حكم الساحة من أهم الدروس التي قدمها الحكم الأجنبي، الذي أدار ديربي العطش الكروي.

الجميل أننا فعلاً استمتعنا بمباراة راقية وثرية بالمستوى الفني من الفريقين، وللأسف ما أفسد الود والمتعة وعطش الجماهير للكرة الجميلة هي الأحداث المؤسفة بعد صافرة النهاية، والتي لا تليق بالناديين الكبيرين، وكذلك كرة الإمارات.

الشكر لشرطة أبوظبي، لمواكبتها الحدث الرياضي من خلال توعية الجمهور، ودعوتهم إلى التشجيع الحضاري، حيث يؤكد الدور الاجتماعي لشرطة الإمارات، ومواكبة كل الأحداث، والدور الاستباقي، للتأكيد والحرص على التشجيع الراقي والحضاري، وللحفاظ على أمن وسلامة الجماهير، ومن دون شك ما حدث عبارة عن تصرفات فردية، يتحمل مسؤوليتها وعواقبها المخالفون، لأنهم أساءوا في المكان الخطأ، وبالطريقة التي يعاقب عليها القانون.

نبارك للأمة العيناوية الفوز الأغلى على «أصحاب السعادة»، لزيادة فارق النقاط مع الوصيف الوحداوي، ونؤكد لجماهير الوحدة أن الفوز الحقيقي للوحدة هو الجيل القادم للمستقبل.

• لاعبو الفريقين قدموا مباراة أعادتنا إلى الزمن الجميل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر