5 دقائق

إذاعاتنا الوطنية.. مبتكرة وموثوقة

هالة بدري

لطالما شهدت السنوات القليلة الماضية، نقاشات ومناظرات حول فرص الاستمرارية للإذاعة، وخصوصاً في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده عصرنا. واليوم، نجد أن الإذاعة نجحت في الحفاظ على مكانتها وحضورها، وأنها لاتزال وسيلة التواصل الجماهيري الأكثر شعبية وجاذبية لدى الجماهير على اختلاف ثقافاتها، وذلك رغم التنوّع والمنافسة التي تواجهها من المنصات الأخرى الحديثة.

صحيح أن عاملي المرونة والابتكار اللذين اتسمت بهما الإذاعة، ومواكبتها لوسائل العصر التكنولوجية المتقدمة، وتحولها إلى منصة ذكية تنقل برامجها صوتاً وصورة، قد لعب دوراً مهماً في ذلك، أضف إلى ذلك قربها الكبير من الجمهور الذي يجدها رفيقته في أي مكان؛ غير أن العامل الأكبر، برأيي، وراء ديمومة سحرها يكمن في «الثقة». لقد شكّلت الإذاعة على مر السنين، وسيلة فريدة للوصول إلى معلومات جديرة بثقة مستمعيها؛ إذ حافظت برامجها دوماً على المصداقية والابتعاد عن المحاباة، مستمعةً إلى قضاياهم وهمومهم وآرائهم، لتبني جسوراً من التواصل بينهم وبين أصحاب القرار؛ ما جعلها تكسب ثقتهم بكل جدارة.

نظراً لقوة الأثر الذي تتركه الإذاعة في مختلف شرائح المجتمع، خُصِّص لها يوم نحتفل به في 13 فبراير من كل عام، وكونها إحدى أكثر الوسائط الموثوقة، نحتفي بها هذا العام تحت شعار «الإذاعة والثقة». الإعلام بشكل عام، والإذاعة بشكل خاص، في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، يتمتعان بثقة عالية من الجمهور نظراً للاحترافية والأخلاقية المهنية العالية التي يلتزم بها العاملون في تلك الوسائط، وهو ما تظهره استطلاعات الرأي التي يتم إجراؤها بشكل دوري من قبل القائمين عليها لضمان استدامة تلك الثقة.

إذاعاتنا بمختلف أشكالها ولغاتها تحافظ على قوة وجاذبية المحتوى وأمانة المعلومة، والحياد والموضوعية، والبعد عن خطاب الكراهية، وتأدية رسالتها النبيلة ومساندة الجهود الحكومية في جميع الأوقات. وقد رأينا الدور المهم الذي لعبته، على سبيل المثال، خلال جائحة «كوفيد-19»؛ حيث اضطلعت بدور تشجيعي وتثقيفي وتوعوي، وتصدت للشائعات والمعلومات المضللة التي تثير القلق، فكانت رديفاً مسانداً وداعماً لجهود التصدي للجائحة.

• إذاعاتنا بمختلف أشكالها ولغاتها تحافظ على قوة وجاذبية المحتوى وأمانة المعلومة.

مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر