الصدارة والمطاردة

اقتراب أربعة فرق من المنطقة الساخنة لخط المنافسة على بطولة الدوري، ومطاردتهم لفريق العين، يُنعش المسابقة فنياً وجماهيرياً، وسيعطيها زخماً من التنافس القوي في المرحلة الثانية من عمرها، حيث تشير القراءات إلى أن الصراع سيحتدم في ما بينها، وسيعمل كل منها على استغلال النتائج والفرص المتاحة للوصول إلى مبتغاه.

ولعل التحول الذي حدث في الجولات الأخيرة فرض واقعاً مختلفاً عن البدايات الأولى لانطلاقة الدوري التي شهدت تفاوتاً وتبايناً في المستويات والأداء عند الغالبية، ما أفقدها نقاطاً كانت ستشكل فارقاً لها لو أحسنت استغلالها في تلك الفترة، لكن اختلاف العوامل والظروف التي واجهت تلك الفرق لم يسعفها في الحفاظ على مراكزها، والبقاء في دائرة الانتصارات بشكل دائم.

وقد افتقدت حالة الفوز كثيراً، الذي كان يأتيها في جولة ويغيب جولات لدواعٍ عدة، بخلاف «البنفسج»، الذي وظّف قدراته لخدمة وتثبيت موقعه في أعلى الترتيب، ثم استفاد من ضرب المنافسين بعضهم بالنتائج التي كلّفتهم نقاطاً لا يستهان بها. ولأجل هذا فإن المطاردين سعوا جاهدين لإبقاء فارق النقاط معقولاً، ليكون خطَ رجعةٍ للمنافسة، ولكي يتمكنوا أيضاً من تطوير أدواتهم وتدعيم صفوفهم للمواجهات الحاسمة في الدور الثاني، التي بلا شك ستتطلب آلية مختلفة للتعامل مع مبارياتها، بما يكفل لهم حق المنافسة أولاً، ثم منحهم مساحةً مريحة للمناورة لإسقاط المتصدر، واحتلال كرسي الصدارة، ما يجعل فريق العين أكثر حذراً ويقظة للمفاجآت المتوقعة، والارتدادات العكسية القادمة من الخلف، إذ إن أبواب الطموح وخطف الصدارة مشروعة للآخرين، ومن باب «فليتنافس المتنافسون»، مثلما أن الجميع سواسية أيضاً أمام الدرع التي تقف على مسافة واحدة منهم.

ومن هنا سيعمل كل طرف على ترتيب ملفاته، وإصلاح مواقع الخلل في خطوطه، سواء بالاستقطاب القادم أو الإحلال المتوقع للعناصر القديمة، بعدما بدا ضعف مفعولها وغياب تأثيرها بالمستطيل، ليصبح من الضروري الاستعانة بالبدلاء، ممن أثبتوا وجودهم، وأظهروا الفارق في لحظات حرجة شهدتها العديد من لقاءات الدور الأول.

ولا خلاف على أن ارتفاع وتيرة المنافسة سيضفي مزيداً من الإثارة على دورينا، ولربما تقدمه بصورة مختلفة عن ذلك المشهد السابق الذي خرج رمادياً في معظم محطاته، ولم يعط تلك الحيوية التي انتظرتها الجماهير. ومن هنا، فإن المعطيات المتاحة للمتنافسين وقدراتهم المتوافرة ستلعب دوراً رئيساً في تجاوز خصومهم، وتلافي نزف النقاط الذي سيصعب تعويضه لاحقاً، خصوصاً الأوراق التي ستعتمد عليها، ومدى فاعلية عطائها لآخر جولة، فهي بمثابة السلاح الحاسم للأمتار الفاصلة!

• ارتفاع وتيرة المنافسة سيضفي مزيداً من الإثارة على دورينا.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة