محطات لإطعام القطط (2)

لاقى مقترح «محطات لإطعام القطط» المنشور الأسبوع الماضي تأييداً كبيراً وقبولاً واسعاً لدى محبي تربية القطط والحيوانات الأليفة وحتى محبي الطيور. وهؤلاء أكدوا استعدادهم للتبرع بالطعام للقطط حتى في المحطات البعيدة عن منازلهم، ابتغاء وجه الله عز وجل ورحمة بهذا الحيوان الضعيف.

ولأننا نبحث عن حل عملي ومنطقي وغير مكلف، فلا أستطيع مثلاً إجبار جاري أو حتى حثه على إدخال القطط إلى داخل منزله لإطعامها كما يفعل أصحاب القلوب الرحيمة. لذا محطة أو ركن إطعام القطط أو الحيوانات الأليفة عند الحدائق العامة عموماً هو الحل الأمثل لقطط الأحياء السكنية.

من الناس من يتضايق من وجود القطط دون أن يؤذيها وهناك قساة ينهرونها أو يرعبونها دون سبب سوى أن لديهم صورة نمطية خاطئة أنها قذرة، ونتيجة عدم إلمامهم بقصص الرفق بالحيوان التي يزخر بها ديننا الحنيف.

وهناك نهي واضح عن إخافة الحيوان في السنة النبوية (ما عدا الفاسقة منها والمذكورة في حديث شريف)، متمثلاً في تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم مسار جيش المسلمين أثناء فتح مكة حتى لا تخاف كلبة كانت ترضع صغارها.

نحن أيضاً بحاجة إلى الحد من عدد القطط المنتشرة في أحيائنا، وذلك بإجراء عمليات إزالة أعضائها التكاثرية. فالقطة لا تلد واحدة وإنما ثلاثاً أو أربعاً. وهذا النوع من العمليات يُعد رحمة بهذا الحيوان وتخليصاً له من معاناة الخوض في عملية التزاوج وتعدل سلوكه للأفضل، فضلاً عن أنها تقي القطط الكثير من الأمراض التي تنتشر بين القطط وحدها ولا تنتقل إلى البشر.

فالقطة قد تضيع صغارها أو تهملهم وتتركهم لحياة الشارع القاسية فيمرضون أو يتعرضون لحوادث فيصابون أو يموتون. وهناك دول لديها تجارب رائدة في هذا المجال كاليابان التي عقمت قرابة 80% من القطط الموجودة هناك، وكذلك ألمانيا وبريطانيا قطعتا أشواطاً متقدمة في هذا الاتجاه.

امتلاك حيوان أليف ليس مجرد هواية أو شغف بل ثقافة في زمننا هذا، هو شريكنا في الكوكب وهو من خلق رب العالمين، فلا يجوز التخلص منه بشكل عبثي ورميه في مكان لا يستطيع أن يجد فيه طعاماً وماء، كما يفعل البعض.

إذا أردت الاستغناء عن قطك فابحث عمن يتبناه ويؤويه، فإن وجدت صاحب قلب رحيم، فاطلب منه إرجاع القط إليك في حال لم يرغب فيه في ما بعد أو أن يجد قلباً رحيماً آخر يؤويه.

هذه مسؤولية وكلنا محاسبون أمام الله لو مات هذا الحيوان جوعاً بسبب إهمال أو تعمد، ولنتذكر أن هذا حيوان ضعيف متعود على الصيد في بيئته الأصلية، أما داخل المدن وبين البشر فهو بحاجة إلى إطعام، لست مضطراً إلى الاهتمام به لكن لا تدعه يموت جوعاً والخير كثير.

موقف

توصل العلماء في الولايات المتحدة إلى اختراق علمي، وهو حقنة تُعطى في الفخذ ولمرة واحدة وتسبب العقم لإناث القطط والكلاب. هذا الاختراع قريب من مرحلة أخذ الموافقة من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، وقد يرى النور خلال السنوات القليلة المقبلة.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة