وجهة نظر

أسلوب الإدارة

مسعد الحارثي

‏نتائج المنتخب الوطني كانت مخيبة للآمال ولا ترقى لما تطمح إليه جماهير الكرة الإماراتية، ‏وكنت قد انتقدت الأداء الباهت في كل مواجهات منتخبنا لأنني أؤمن بأن الأداء‏ ‏هو أساس الرضا عن النتائج، وفي حال التعادل أو الخسارة فإن ما يشفع للفريق هو الأداء المشرف،‏ ويبدو أن غضب الجماهير خلط الحابل بالنابل، وجعل الكثيرين ‏خارج النص في التعبير عن هذا الغضب، ما يفقدنا الاحترام في ما بيننا.

مؤمن بأن المنظومة الإدارية والفنية في كرة القدم لدينا لا تستفيد من النقاط، والشواهد كثيرة، حيث يعتقدون بأننا‏ ‏‏عندما ننتقدهم كأننا ضدهم، والصحيح أننا نراهم كباراً وطموحنا بهم رفع راية الوطن في المشاركات كافة، والقتال لتحقيق النتائج التي تليق بنا جميعاً، والتي تعود ثمارها على اسم دولة الإمارات.

‏أنا ضد بعض الجماهير والمسؤولين ومن يعتقدون أنهم خبراء التدريب والتحكيم واللاعبين السابقين في توجيههم الأسهم ضد لاعب معين أو إداري معين، وهو النقد الذي يكون أساسه التجريح، ولكنني مع النقد الموجه إلى المنظومة و«اللي على رأسه بطحة يحسس عليها»، وأن يجعل قرار التغيير شعاره، لأننا منذ زمن في انحدار في المستوى، وعلى الرغم من تغيير المدربين والإدارات واللاعبين وكل عناصر اللعبة، والسبب أن الإدارة لا تقيّم ولا تشخص بشكل سليم، والمشكلة منذ قديم الزمن تكمن في أسلوب الإدارة في العمل والبحث عن إنقاذ في الوقت نفسه بغض النظر عن الطريقة والأسلوب، حيث إنه مع تعاقب الإدارات استُبعد أغلبها أو استقال بسبب الإخفاقات والفشل في الإدارة، وعدم القدرة على بناء هيكل عمل قوي متين لا يتغير بتغير الأشخاص وأهوائهم.

إخواني في اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات والأطقم الفنية والإدارية واللاعبين، ‏قدركم أننا نحبكم ونعشق الإمارات، وبين الحب والعشق قواعد للحفاظ عليهما، ومن واجبي ألا أقف مكتوف الأيدي وسأقف شامخاً في واجبي في نقدكم النقد الإيجابي والنقد الخالص لحب الإمارات، وغضبي على المستوى ليس لمجرد الغضب والصمت، ولكن لأقدم النصح لمن يهمه الأمر، والنقد الايجابي المخطط له، لأن البعض يرفض أن ننتقدكم ويعتقد بأننا نصيد في الماء العكر من دون أن يعلم، وتعلمون أن من يتعامل مع الضغوط هو من يحمل صفات القوة والشموخ واتخاذ القرار السليم، وتأكدوا أن هذا النقد جاء من ثقتنا بقدراتكم على تحقيق الإنجازات في ظل الدعم والحب اللامحدود من الجميع، لأننا ننتظر الأداء والنتائج، ونحن لا نطلب منكم سراباً أو فوق طاقتكم وإنما نطالب بما هو حق عليكم لدولة الإمارات، ولاتزال ثقتنا بكم كبيرة، وإن غضبنا، وذلك لأننا نبحث عن سعادة شعب وفرحة ولاة أمرنا بحصاد أبنائهم.

إخواني في اتحاد الكرة، أنتم من يدير المنظومة، وأعلم أنكم لا تلعبون الكرة ولكن أنتم من يخطط ومن يضع الاستراتيجيات والأهداف والمهام والواجبات من خلال دعم الحكومة اللامحدود، وأنتم من يفرض آلية العمل وطريقة إدارة أعمال كرة الإمارات سواء كانت للمنتخبات أو المسابقات، وأنتم أيضاً من تقيمون نتائج إدارتكم ونتائج أعمال المدربين واللاعبين، لكن ما هي القرارات التي تنتج عن التقييم؟ ولا ألومكم بقدر اللوم الذي ألوم به من سبقكم من إدارات، لأن الجميع يورثون ما أفسده الدهر في تعاقب الإدارات، فليكن شعاركم «القرار في أسلوب إدارة المنتخبات».

• من يتعامل مع الضغوط هو من يحمل صفات القوة والشموخ واتخاذ القرار السليم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر