مساحة حرة

«إكسبو 2020 دبي».. إلهام لصناعة المستقبل

فيصل محمد الشمري

معرض «إكسبو» العالمي، فعالية دولية تُقام كل خمس سنوات حول العالم، وترتكز أهدافها على تبادل الأفكار والاختراعات بين ثقافات العالم. وقد نالت دولة الإمارات في عام 2013، شرف استضافة المعرض، لتقدم ستة أشهر من الاحتفال بالإبداع والابتكار، والتقدم، والثقافة، والمعرفة، والتقنية، إذ سيعرض أحدث ما توصل إليه الإنسان من أكثر من 200 دولة، والعديد من الشركات والمؤسسات متعددة الجنسيات، والهيئات التعليمية، للمشاركة في صنع عالم جديد، بالشراكة مع ملايين الزوّار من مختلف أنحاء العالم، حيث سيتم التعامل مع التحديات التي تواجه العالم، لتكون الموضوعات الفرعية الثلاثة لـ«إكسبو 2020 دبي»: (الفرص والتنقل والاستدامة) مظلة البحث والتطوير الإنساني، مع تعزيز العلاقة بين موضوعات مهمة ستعيد صياغة العالم، وهي: «توفير الفرص المناسبة التي تتيح للمجتمعات التطور والنمو في بيئة سليمة، وتسهيل التواصل الفيزيائي والافتراضي، وضمان مستقبل مستدام للجميع»، كما ستعرض ثقافات العالم، ليصبح العالم في مدينة.

إن الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة للفوز بالاستضافة، رسخها التخطيط السليم، وحملة عالمية، ونتيجة التصويت التي تفوَّقنا فيها، وحصلنا على تأييد 116 دولة من إجمالي 164 دولة في جولة الإعادة النهائية، دليل دعم دولي.

ولم تكن جائحة «كوفيد-19» إلا جزءاً من التحديات التي تم ويتم التعامل معها بحرفية عالمية، مع مساندة ودعم قيادي وشعبي كبير، أظهرت خلاله وقفة القلب الواحد، واليد الواحدة، والجسد الواحد، بتوافق الفريق الواحد، وبدعم شعبي ليس من داخل الدولة وحسب، بل من المنطقة بأسرها، في رسالة إنسانية نبيلة مفادها الأمل بمستقبل أفضل.

إن موقع الدولة الاستراتيجي على بعد ثماني ساعات عن ثلثي دول العالم، والخدمات والمرافق عالية الجودة، من فنادق ومطاعم ومراكز ترفيهية، ليست إلا إحدى ركائز قصة الإلهام، واتخاذ معرض «إكسبو 2020 دبي» شعار: «تواصل العقول وصنع المستقبل»، دلالة على أهمية التواصل للوقوف في وجه التحديات التي تواجه البشرية، ولأهمية التواصل في بناء مستقبل مشرق.

كما أن شعار «إكسبو»، رسالة بأن دولة الإمارات ستبقى مركز تواصل، ومحطة التقاء الحضارات، وعاصمة للإبداع، وتأكيداً على العمق التاريخي، فالأمر ليس فقط برمزية استلهمت من تشكيل قطعة دائرية ذهبية نادرة تعود لأكثر من 4000 عام، تم العثور عليها أثناء التنقيب في منطقة «المرموم» في دبي في موقع صاروج الحديد الأثري (أو كما يعرف باسم ساروق الحديد).

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2016:

«اعتمدنا شعاراً إماراتياً لـ(إكسبو) عمره 4000 عام.. لدينا عمق تاريخي إماراتي من بينونة بأبوظبي، إلى صاروج الحديد بدبي، إلى وادي المليحة بالشارقة، وانتهاء بجبال رأس الخيمة والفجيرة، كنا حلقة تواصل مع حضارات قديمة، وسنبقى نقطة التقاء وتواصل حضاري عبر (إكسبو) وبعد (إكسبو) بإذن الله».

لقد كنا مركزاً مهماً للتواصل، ومحطة التقاء حضارات عدة: دلمون، الفراعنة، الرافدين، إلى حضارة ما وراء النهرين، والسند والهند.

إن ما شهدناه من تطوع شعبي كبير، عكس حساً بالمسؤولية وضمانة نجاح.. فشكراً قيادتنا، وشكراً لشعبنا الذي أظهر التزاماً برسالة إنسانية من المحبة والوئام والتسامح، فهذا سنع عيال زايد، فـ«إكسبو2020 دبي» ليس فقط من أكبر الأحداث الثقافية والحضارية، بل هو حجر الزاوية في تحول اقتصادي ثقافي واجتماعي نحو المستقبل.

وقد تزامن المعرض مع احتفالاتنا باليوبيل الذهبي، ليس احتفالاً بكوننا من أكثر دول العالم شباباً، ومن أننا من البلدان الفتية سكانياً، فأكثر من 50% من السكان دون سن الـ20، فحفل الافتتاح لا يعدو إلا أن يكون البداية في ليلة جمعت الأمم بحفل يدعو للفخر، لصناعة المستقبل بالتفاعل والتواصل على أرض المحبة والسلام والأمل.

وكما وجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بمنح موظفي حكومة دبي إجازة استثنائية مدفوعة الأجر، لزيارة المعرض على مدار فعالياته، فإننا نتطلع إلى مبادرات مماثلة محلياً واتحادياً، كما نتطلع إلى حضور طلابي من طلبة المدارس والجامعات، وربط مشروعات تخرج أو بحث علمي بفعاليات المعرض، وما يعرض به، ونتطلع كذلك إلى مبادرات أسرية، أو حتى من شركات القطاع الخاص لزيارة المعرض، وسرد إيجابيات وتفاصيل زيارتهم، فكلنا سفراء «إكسبو 2020 دبي»، وكلنا ركيزة نجاحه، وسفراء لإلهام بقية الإنسانية بصناعة المستقبل.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر