مساحة حرة

حوكمة الرياضة 2-2

فيصل محمد الشمري

‏إن توطين مهن النشاط الرياضي  ‏ووضع مؤشرات استراتيجية ‏نوعية قابلة للقياس مرتبطة بمدة زمنية محددة وأهداف واقعية قابلة للتحقيق مع توفير الممكنات اللازمة، نتوقع أن يكون على قمة أولويات الرئيس السابق للهيئة الاتحادية للموارد البشرية، فبحكم المسؤوليات السابقة، لديه من الاطلاع على تحديات التوطين، بما يدعم مهامه كرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، بما يساهم في تطوير القطاع الرياضي و بنجاح، مثل ما تحقق في باقي النشاطات والقطاعات الحكومية الأخرى. ‏فبالاخذ بتطوير مجلس الوزراء الموقر منظومة قياس الأداء "أداء3"، ‏ومنظومة التميز المؤسسي ‏التي وصلت الإصدار الثاني من الجيل الرابع، ‏وتقارير ديوان المحاسبة وتقارير وزارة المالية وتقارير الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، ‏نتطلع أن تقوم الهيئة بقيادتها الجديدة بالبدء بوضع تقارير مماثلة ونشرها ضمن سياسة البيانات المفتوحة والشفافية، تحوكم بها أنشطة وممارسات واستراتيجيات ونتائج أداء الاتحادات الرياضية وكذلك الأندية مع إجراء مقارنة معيارية دقيقة لا تنحصر فقط بالنتائج الرياضية وإنما أيضا بحجم الاستثمارات وعوائد هذه الاستثمارات والمبالغ والميزانيات المرصودة والمصروفة (محلياً، واقليمياً وعالمياً)، ‏وتوطين الفرق الفنية والفرق الطبية، وتدريب وتأهيل وتمكين التوطين في السكرتارية والأعمال الإدارية ‏مثل ما نشهد في كافة الدول المنطقة ودول العالم الأخرى حيث لم نشاهد سكرتير نادي يتم استقطابه وتعيينه من بلد اجنبي او من دولة أخرى، كما نتمنى أن توطين القطاع الطبي الرياضي أسوة بالعديد من الأندية والمنتخبات الأوروبية والآسيوية وحتى الإفريقية، حيث تتكون فرق العلاج الطبيعي والفرق الطبية من مواطني هذه الدول ونادراً ما نشاهد شخص من جنسية أخرى يقدم الرعاية الطبية أو التأهيلية، ‏فجائحة Covid-19 أثبتت قدرات وإمكانيات أبناء الوطن من العاملين في القطاع الطبي بمواجهة كافة التحديات وباحترافية ومهنية عالية تستحق منا الإشادة والدعم والتشجيع على دخول القطاع الرياضي الطبي باحتراف

كذلك فإن مفهوم مدير أعمال اللاعبين المحترفين لازال غير ناضج أو غير موجود حيث يعتمد اللاعب على فطنته الذاتية أو خبرته المعدومة او نصائح ذوي القربى، وهو الأمر الذي يوقع اللاعب في تحديات وإشكاليات قانونية عند وقوع خلاف بينه وبين النادي الذي يتعاقد معه، أو يجعله غير مدرك لإبعاد الإلتزامات التي وقعها ومسؤولياته التي تقع على عاتقه ومدى الضرر المالي والمادي الذي سيقع عليه حين يتوقف عن العطاء او يعتزل النشاط الرياضي دون وجود خطة تقاعد واستثمارات حكيمة وشهادة علمية، ‏وهو ما قرانا أو سمعنا عن حدوثه للعديد من الرياضيين النجوم الذين اعتزلوا الرياضة لأسباب الإصابة المفاجئة أو الحوادث لا قدر الله وغيرها.

إن ما لا يمكن قياسه لا يمكن تطويره، ‏وتولي وزير شاب هذا الملف المهم يعكس تطلعات القيادة لتحقيق إنجازات رياضية غير مسبوقة، كما يجعلنا نأمل أن نشهد تطوراً نوعياً في دعم الرياضات الفردية وذوي الهمم الذين أثبتوا نجاح لم يحققه اخوتهم من الرياضيين المحترفين في القطاعات الرياضية الجماعية، ‏وبالتالي نتوقع تغيير في سياسة الاستثمار الرياضي والتركيز على قطاعات ورياضات مجدية، كما أن مسيرة الرياضيين المحترفين لن تكون العمل بعيداً عن الرياضة، لماذا لا يكون لدينا اكثر من "مهدي علي" او "العنبري" في كل الألعاب وكل الأندية بل وحتى المنتخبات؟! لماذا لا تسعى الأندية لتوطين أطقمها الفنية على الاقل الفرق السنية، مثل حرصها على الفوز بمباراة معينة ضد فريق معين؟ 

لنتذكر دوما أن هدفنا جميعا أن تكون دولة الإمارات الرقم واحد.

تويتر