المدرب المواطن

خطوة موفقة وستحظى برضا واستحسان الوسط الكروي عند بداية تفعيل قرار اتحاد الكرة المتعلق بالمدرب المواطن بدءاً من الموسم الجديد، حيث كان قد أصدر بموجبه توجيهاً للأندية نحو إلزامها بإسناد مهمة المساعد للمدرب المحلي وبما يسمح له بأن يجد موطئ قدم في الأندية وبشكل رسمي، لكن شريطة تعاون الأندية ودعمها للقرار الذي سينصف المدربين المواطنين بعد أن وقفوا في طابور الانتظار طويلاً، بل عانوا كثيراً وقاتلوا في سبيل الحصول على حضن وملجأ يحتويهم ويدعمهم؛ لصقل وتطوير مهاراتهم ثم تنميتها لقطف ثمار العمل والجهد، والذي لن يتأتى إلا بعد سنوات من تراكم المعرفة والخبرة والتجربة.

فالإنسان لا يولد مكتمل النمو ولا يكون ملاكاً أو عالماً في لحظة، وإنما يتشكل وينمو مع مرور الأيام والسنين حتى يظهر بشخصه ونمطه الذي سيمضي به في الحياة، وكذلك الحال بهذه الفئة التي لن تكبر أو تتطور في ظل التعنت السابق والصد الذي كانوا يجدونه بعد أن أوصدت الأبواب، ومُنعوا من أبسط حقوقهم التي يفترض أن تبادر الأندية لها وتعمل على احتضان الكفاءة منها، مع منح الآخر الفرصة وفق ما تحدده الظروف. كما لا يخفى على الجميع أنهم استثمار وضمان سيعمل على تجنيب الأندية المخاطر والتبعات التي تواجههم في كل موسم، والتي عادةً ما تكون فاتورتها باهظة ومرهقة، مثلما أننا لا نزكيهم كونهم مواطنين ومن أبناء البلد فقط، وإنما لشواهد وحقائق فرضت نفسها واقعاً أكسبها ثقة الشارع الرياضي، لما كان لها من أثر كبير في المنافع والمكاسب المحققة عند تبادل المسؤولية وتقاسم الأدوار بين طرفي العلاقة.

فالتجارب خير برهان والنماذج المشرفة كانت سيدة الموقف وحاضرة بقوة لتكون فارسة الرهان في كل ميدان، لكن هذا لا يعني تقليل شأن المدربين الأجانب الذين كانت لهم بصمات حاضرة أيضاً طوال العقود الماضية، لاسيماً أولئك الذين تركوا إرثاً كبيراً وأسهموا في إنجازات عديدة لا يختلف عليها ضدان، بل نعتبرهم نُخبة أبدعت وتميزت لتكون شريكاً أساسياً في ما حققته ووصلت إليه كرة الإمارات خلال أربعين سنة مضت بجميع مدارسها وتجاربها المتنوعة، فنحن الآن أمام حقبة متجددة ترتسم بها ملامح نهضة كروية منتظرة بأنامل وطنية، سيقع عليها حمل ثقيل لتحمل مسؤولية البناء والتطوير لمستقبل نراه من زاوية مختلفة، ونسعى جميعاً لاستكمال مسيرته في ثوب جديد، جماليته ستزدان أكثر بقلائد الذهب وأوسمة الانتصار والإنجاز.

• المدربون المواطنون عانوا كثيراً وقاتلوا في سبيل دعمهم، لصقل وتطوير مهاراتهم.

Twitter: @Yousif_alahmed

الأكثر مشاركة