لا لتقييد حدود التفكير الإبداعي

لا عذر لموظف لا يعمل على تفعيل خاصية التفكير الإبداعي لديه، ولا عذر لإنسان في تقييد حدود تفكيره وإبداعه، فالإبداع حالة فكرية مهمة، وللإبداع دور مهم وأساسي في تاريخ البشرية، ولا أجمل من أهمية اختراع العجلات التي قادت البشرية إلى اختراع المركبات التي تجرها الخيول، فهي على الرغم من بساطتها، وسهولتها، إلا أنها غيرت شكل العالم في ذلك الوقت، وهي مازالت حجر أساس في حياة اليوم!

جميع الابتكارات الضخمة، هي بسيطة جداً، بشكل يبعث على الدهشة، هذا ما يؤكده علماء الإدارة، وأكبر مديح يمكن أن يتلقاه أحد الابتكارات، هو عندما يُقال عنه: «بالفعل كان من البديهي ذلك، كيف لم نفكر به من قبل؟»، لذلك فالابتكار يجب أن يكون هاجساً دائماً عند كل موظف، فهو مهارة لا يمكن الاستغناء عنها لتطوير العمل في المؤسسات، وهو بحر واسع لا حدود له، غير مرتبط بمكان أو مؤسسة، كما أنه غير مرتبط بمهنة أو منصب أو وظيفة، هو مهارة عقلية موجودة لدى الجميع، ومن حق المجتمع أن يستفيد من هذه المهارة، من خلال إيصال هذه الأفكار إلى الجهات المختصة كي تشرع في تنفيذها وتطويرها.

ببساطة شديدة يمكن لأي موظف، مهما كانت درجته أو عمله، أن يكتشف إذا كانت لديه فكرة ابتكارية بالفعل أم لا، حيث يمكنه البدء بجمع الأفكار والاقتراحات، ومن ثم يجيب عن هذين السؤالين: هل يمكن اعتبار ذلك حلاً بسيطاً لمشكلة بسيطة؟ وهل ستعمل هذه الفكرة على تسهيل حياة الناس الذين تشملهم الفكرة؟ هذا هو الإبداع والابتكار بكل بساطة، إيجاد حلول جديدة لمشكلات قائمة، وتسهيل حياة الناس للأفضل من خلال خطوات تتضمن الخروج عن المألوف والروتين القاتل.

يمكن لأي موظف أن يعثر على الابتكار في العديد من مجالات الحياة، لا حصر لهذه المجالات والأنواع، فقد يكون الابتكار في المنتجات أو في الخدمات، أو في العمليات والتكنولوجيا، والتي تشمل التحديثات التي تطال التقنيات في مجال العمليات الإنتاجية لتصنيع المواد أو البرمجيات أو حتى التطبيقات، أو في التحسينات على نوعية المواد أو تقليل التكاليف.

كما أن هناك الابتكار التنظيمي الذي يطال البنية التنظيمية للمؤسسة أو الشركة، ويمكن لهذا الابتكار أن يحدث في العمليات أو في مجال الإدارة على سبيل المثال، والابتكار الاجتماعي الذي لا يكون الهدف منه بالضرورة هو الربح، بل فائدة الابتكار الاجتماعي يمكن أن تطال المجتمع بأكمله، عن طريق الابتكار في مجال التعليم، والصحة وجودة الحياة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة