مثل هؤلاء من يستحقون التشجيع والدعم

بحكم مهنتي وفضولي الدائم بكشف خبايا القطاع العقاري، للتعرف إلى أسراره أكثر، غالباً ما أقضي وقتي متنقلاً بين مجموعة المشروعات العقارية ومناطق التطوير العقاري الجديدة، وتصفح «خرائط غوغل» للتعمق في تلك المناطق.

- هناك فرص استثمارية من نوع آخر في المجمعات السكنية الجديدة، إذا تم استغلالها جيداً.

في منطقة ما، وهي منطقة جديدة كلياً، شدّ انتباهي مشروع شبيه ظاهرياً بمشروع مركز تجاري «أفينيو مول» كنت عملت عليه سابقاً في منطقة «ند الشبا الثانية»، الذي تم الانتهاء من إنجازه في يناير 2021، ولله الحمد، يضم مجموعة من المحال التجارية والمطاعم والكافيهات، كإضافة خدمية وترفيهية موجهة للعلائلات والقاطنين في تلك المنطقة.

لقد تمكن صديقي صالح، بفضل وعيه الاستثماري وفطنته، بانتهاج الفكرة نفسها، وتجسيدها على أرض الواقع عبر مجمع تجاري أطلق عليه اسم «الأندلسية» في منطقة «دبي لاند»، بعدما التمس حاجة المنطقة إلى مجمع تجاري يخدمها ويعزز من جاذبيتها كمنطقة سكنية جديدة، حيث عمل «صالح» على بيع عدد كبير من الوحدات السكنية في تلك المنطقة من خلال عمله في مجال العقارات. وبالفعل تمكن من التوقيع مع عدد لا بأس به من المستأجرين الذين رأوا في المنطقة مستقبلاً تجارياً وعائداً يخدمهم، بحكم أن «دبي لاند» تتسم بمجمعات سكنية جديدة وتقل فيها المنافسة.

بين فكرة «أفينيو مول» وتصميمه العصري، ومشروع «الأندلسية» الذي يحمل شيئاً من الزمن الجميل والحضارة ذات التصاميم المعمارية المتميزة التي سمعنا عنها ورأينا ما تبقّى منها، يظل الهدف واحداً، وهو أن هناك فرصاً استثمارية من نوع آخر في المجمعات السكنية الجديدة، إذا تم استغلالها بشكل جيد، وقد تسهم في إضفاء نوع من الجاذبية على تلك المجمعات، وتساعد ملاك العقارات على استقطاب السكان لوحداتهم، وبصيغة أخرى، فإنها تساعد الملاك على الرفع من قيمة استثماراتهم، وهناك مجموعة من الأشخاص ممن يتمتعون بروح المبادرة، وعلى وعي بتلك الفرص ومثيلاتها، ومستعدون لتكملة النقص بمجهودهم الخاص، حتى ترقى المناطق والمجمعات السكنية الجديدة إلى المستوى العصري الذي تتطلبه المعيشة اليوم في واحدة من أذكى المدن وأسرعها نمواً في العالم.

ومثل هؤلاء يستحقون التشجيع والدعم من طرفنا، والتفاتة من قبل الهيئات المعنية لمساعدتهم على تطوير مشروعاتهم والمساعدة على إنجاحها، ليس كأشخاص بعينهم، وإنما كأطراف مساهمة في مسيرة بناء وتنمية مجتمعنا واقتصاده.

تجذبني المبادرات، ويجذبني أكثر من يبادر بها وأُعجب بمن يتمتع بالوعي الاستثماري، ويمتلك عقلاً منتجاً، وأُعجب أكثر بمن يستغله في انتهاز الفرص واغتنامها.

صالح وغيره كان فقط عيّنة من فئة الأفراد الذين يتعاطون مع مخرجات وحاجة السوق بذكاء، وأحسنوا استغلال الفرص الاستثمارية من باب تلك الحاجة، فكانت قيمة مضافة لهم ولغيرهم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة