5 دقائق

الإنجازات تتحدث

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله ورعاه، عن الـ15 عاماً الماضية في قيادة حكومة الاتحاد، هي رسالة واضحة المباني، غزيرة المعاني، تُسمع القاصي والداني أنه قائد مُلهم، بعيد النظر، غور السبر، يعيش عصره، ويؤسس مستقبل شعبه وأمته، فما أجدره بقول بكر بن النّطّاح الحنفيّ:

لهُ هِممٌ لا مُنتَهَى لِكِبارِها/‏‏‏‏‏‏‏ وهمَّتُهُ الصُّغرى أجلُّ منَ الدَّهْرِ!

- إنها رسالة مقصودة للإشارة إلى الإنجازات العظيمة التي قد يجهلها بعض الناس في الداخل أو الخارج.

وها هي همته العالية في إنجازاته لشعبه خلال فترة قصيرة في عَد سنيِّ الولايات والدول، وقد عدد شيئاً منها في هذه الرسالة الموجزة على كثرة دلالتها، وما لم يذكره أكثر، وهي في البيان أشهر، فأي دولة في مثل هذه الفترة القصيرة توفر 2500 خدمة ذكية، حتى أصبحت حكومة الإمارات العربية المتحدة كلها ذكية؟

وأي دولة في المنطقة تصبح في مثل هذه الفترة الوجيزة الثانية عالمياً في الكفاءة المالية، بينما العالم يئنُّ تحت الوطأة المالية، لاسيما مع وضع الجائحة العالمية «كوفيد-19»؟ ثم إنه حقق للدولة المركز الأول في 121 مؤشراً عالمياً في مختلف المجالات... إلى غير ذلك مما سردته الرسالة المُلهِمة للشعب والأمة.

إنها رسالة مقصودة للإشارة إلى الإنجازات العظيمة التي قد يجهلها بعض الناس في الداخل أو الخارج، حتى يعلموا أن الإنجازات لا تأتي بنفسها، بل بإرادة قوية صلبة، وجهد جهيد، وبُعد معرفي.. ومن أراد مثل هذه الإنجازات أو قريباً منها فعليه أن يكون واسع النظر، محاطاً برجال صادقين مخلصين علماء أكْفاء متمكنين في مجالاتهم التي تسند إليهم، حتى يكونوا معه في سباق مع النجاحات والتحديدات وإزاحة المستحيلات المتخيلات، وهم مَن عمل سموه على إيجادهم، كما عبّر عنه في هذه الرسالة من الإشادة بهم، وعلى رأسهم سمو الشيخ سيف بن زايد، وسمو الشيخ منصور بن زايد، اللذان تابعا فرق العمل بلا كلل ولا ملل، حتى تحققت هذه الإنجازات التي يفاخر بها الوطن والمواطن، قبل أن يفاخر بها سموه وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ، والحكومة عموماً.

إن رسالة الإنجازات لعقد ونصف من زمن ولايته لحكومة الاتحاد هي امتداد لإنجازاته في حكومة دبي منذ أن زاولها قبل خمسين عاماً، حتى غيّر إمارة دبي من إمارة صغيرة الحجم والموارد إلى إمارة عالمية، تعيش فيها الإنسانية بأموالها وأمنها وثقافتها وسماحتها ونظامها وحضارتها، فغدت عالمية بكل مقومات العالمية المعاصرة، وها هو يجعل الدولة كلها عالمية، تطبيقاً لمنهج مؤسسها الراحل، الشيخ زايد بن سلطان - رحمه الله - الذي كان الشيخ محمد بن راشد قد نهل وعلَّ من معين مدرسته، حتى أنجز مع إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى، وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد - حفظه الله - ما بدأه الوالد المؤسس، رحمه الله، وسيحقق إن شاء الله تعالى ما يصبو إليه فوق ما تحقق مما تقتضيه المعاصرة المتسارعة، وهي التي عبّر عنها سموه بقوله: «إن أمامنا 50 سنة جديدة تمضي فيها بلادنا نحو مستقبل أعظم وأجمل بإذن الله تعالى، وأن القادم يتطلب جهوداً مضاعفة ودماء جديدة».

فهمه وجهده وتفكيره للمستقبل أكثر من همه للحاضر، وهذا هو بُعد النظر الذي يتمتع به سموه، حتى يكون شعبه أسعد شعب في العالم، له مركز الصدارة في كل شيء.

قائدٌ يكون منه هذه الإنجازات، ويطمح ذلك الطموح، حقُّه أن يكون كل شعبه ورعيته معه بنفس إرادته وطموحه، لأنه يتفانى لمصلحتهم، فلابد أن يكون الشعب عند حسن ظنه، وأن يكون سباقاً لتحقيق طموحه، وها نحن نرى ما حلَّ بالشعوب التي لم يكن عندها مثل هذه القيادة، فقد رجعت القهقرى عشرات السنين، ولا يرثي لها أحد، لأنها هي التي فرّطت في مصالحها واستقرارها، تفلتاً من الولاء والوفاء، واتباعاً للأهواء، فأصبحت طُعمة سائغة للأعداء، حتى غدت عبرة لمن اعتبر، وفي نجاحات مثل قيادتنا أسوة لمن ادَّكر، فحفظ الله هذه القيادة الحكيمة، وأمد شيخنا العظيم بعونه وتوفيقه وتسديده، وحقق له مراده في شعبه وأمته، وما ثناؤنا عليه على هذا العطاء بكثير، فما أجدره بقول الأديب أبي نواس - الحسن بن هانئ:

إذا نحنُ أثنينا عليكَ بصالحٍ... فأنتَ كما نُثني وفوقَ الَّذي نُثني!

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر