وجهة نظر

التشخيص الخاطئ

مسعد الحارثي

كنت قد أشرت، في المقال السابق، إلى أهمية تشخيص المريض حتى تتم عملية العلاج وفق أسس علمية ومنطقية، حيث إن الأساليب الإدارية في إدارة الرياضة هي العلة والمرض الأساسي، ما تسبب في وجود تراكمات، ومع استمرار التشخيص الخاطئ زادت الأمراض، والسبب كما ذكرنا أسلوب إدارة الرياضة، لكن اليوم يبدو أن هناك من يسرح ويمرح، ولا يدرك أنه أحد الأمراض والعلل، ويختفي عن الأنظار كأنه الحمل الوديع المدلل وهو اللاعب.

المنظومة الإدارية (مضروبة)، وذلك لا يعفي اللاعبين من المسؤولية، خصوصاً في المشاركات الخارجية، سواء للمنتخبات أو الأندية، لأن من يشارك في البطولات الخارجية لا يمثل نفسه، وإن تمثيل دولة الإمارات في كل المحافل شرف يستحق من الجميع التضحية، وللأسف وبكل صراحة معظم لاعبينا مهملون في حق أنفسهم، وهذا الإهمال يكون مردوده سلبياً على اللاعب وعلى المنتخب، واللاعبون إلى يومنا هذا يتوارون ويتنصلون من مسؤوليتهم في الإخفاقات المتكررة، ولابد أن يدركوا أن الفشل والإخفاقات المتكررة تؤكد أن اللاعبين عنصر أساسي في الفشل، ومرض تجب معالجته أو بتره، حيث إننا بحاجة لمقاتلين في المنتخب، ولسنا بحاجة إلى نجوم.

التكامل والتوافق معدومان في المنظومة الرياضية، لأن معظم إداراتنا غير محترفة، ومعظم لاعبينا مهملون، وكل منهم (يغني على ليلاه)، واستخدام المهدئات في تغيير المدربين هو للأسف أبسط القرارات الإدارية والحلقة الأضعف، وذلك يضر سمعة كرة الإمارات كثيراً، لكن هل استوعب الإخوة حجم الضرر؟ وهل تمت إعادة التشخيص بطريقة سليمة تعيدنا إلى تصحيح الكوارث في حق المنتخب؟

أعتقد أننا بحاجة إلى صدمات كهربائية حتى نستوعب من نحن؟ ومن نمثل؟! ونعود إلى رشدنا ونقاتل ببسالة وننسف فكرنا العقيم لأننا نمثل دولة الإمارات، ولأننا نملك قيادة تعمل ليل نهار لإسعادنا، وتوفر الدعم غير المحدود، الذي لا يتوافر لدى الكثير من المنتخبات التي سبقتنا في المستوى الفني والنتائج، والسبب الإصرار على تحقيق الإنجازات في تمثيل بلدانهم، ونحن نملك شعباً يستحق أن يفرح بنتائج المنتخب، ولازلت أؤكد أننا بحاجة إلى صدمات كهربائية حتى نستيقظ من السبات العميق، حيث إن التشخيص يؤكد تهالك وضعف المنظومة الرياضية، في دولة تسبق دول العالم في الجودة والتميز، وتحقق الإنجازات، وتقطف ثمار عملها.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


التكامل والتوافق معدومان في المنظومة الرياضية.

تويتر