مساحة حرة

عين عذاري

فيصل محمد الشمري

مقال اليوم يأتي في ظل أجواء الاحتفال باليوم الوطني للأشقاء في البحرين، وبعد إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمبادرة نوعية تعزز السياحة الداخلية والاقتصاد التكاملي.

ولعل أحد أهم ضمانات استقرار صناعة السياحة ورفدها، خصوصاً أن الأرقام تثبت أن السائح المواطن والمقيم في الدولة، هما من أكثر السياح إنفاقاً، وأكثرهم اهتماماً بالتفاصيل، ورغبة بالتمتع مع العائلة بأجواء جميلة وبيئة آمنة.

إن أحد أهم مكتسباتنا الوطنية هي أمننا وثقة الجميع بكفاءة الأجهزة والمؤسسات الشرطية والأمنية، وبالتالي فإن آخر ما قد يشغل بال الأسرة أثناء إجازتها الحفاظ على أمنها وحماية أفرادها، وبالتالي يرتكز برنامج الأسرة على كيفية التمتع بوقت ثمين وإجازة سعيدة مستحقة.

إن المتابع لإحصاءات الإنفاق للسياح، والتي تقدّر بمليارات يصرفها السائح من مواطن أو مقيم أثناء السفر خارج الدولة، يدفعنا لتأكيد أهمية تحليل البرامج السياحية الأكثر استقطاباً للمسافرين، وتطوير خيارات السياحة الداخلية، ووضع برامج وأنشطة تماثل، بل وتفوق خيارات السفر المفضلة. ولعل إحدى محاسن جائحة «كوفيد-19» هي أننا أعدنا دراسة خياراتنا وتعلمنا وجهات ومواقع سياحية لم نكن لنستكشفها لولا تعذّر السفر.

بل إن خيارات التسوق تغيرت وأصبحت التجارة الإلكترونية الأكثر تفضيلاً، وبالتالي فإن السياحة الداخلية قد تصبح خيار الأكثرية المفضل، خصوصاً للأسر الممتدة والأسر التي بها أطفال، حفاظاً على سلامتهم، كبداية.

ونظراً إلى وجود بدائل أقرب لا تتطلب الانتقال بين القارات والحدود الدولية، ولكنها الأفضل كمناخ في الشتاء وخيارات آمنة وأكثر سلامة، فإن هذه المبادرة تتطلب جلسات عصف ذهني وطرح مبادرات نوعية لكل فئات المجتمع لتطوير أنشطة متنوعة، مع التركيز على تسويق الأنشطة التراثية والثقافية. وكلنا ثقة أن فريق وزارة الاقتصاد الشاب والطموح المدعوم بالجهات السياحية الحكومية المحلية ونخبة من صناع السياحة من القطاع الخاص ورواد الأعمال، سيحققون قفزات نوعية معززة بمقارنات معيارية وتحليل لأهم الدروس المستفادة، وخدمات وباقات عائلية تخدم الأسر.

فنهج الدولة أن تفوق دائماً التوقعات وتوفر كل المعطيات التي تضمن للزوّار إمضاء عطلة ممتعة ومتميزة، وإحدى أولى الأفكار المتميزة التي يمكن تعميمها مثلاً «بطاقة السعادة للسياح»، والتي مكنت السيّاح القادمين عبر منافذ إمارة دبي من الحصول على بطاقة خصومات مجانية وعروض ترويجية قدّمها شركاء «بطاقة السعادة» أثناء فترة إقامتهم.

كما يمكن أن نشهد عروضاً أخرى ثقافية، تتيح زيارة متاحف ومعارض متنوعة بين إمارات الدولة، ولا تقتصر على إمارة دون أخرى، وباقات علمية معززة بأنشطة ترفيهية تستهدف أبناءنا وبناتنا الطلبة أثناء إجازتهم المدرسية.

كما أن لجوء بعض الفطنين من المتواجدين في الدولة لبرمجة إجازاتهم أثناء السفر وحجز إجازاتهم في ربوع الدولة من إحدى الدول الأجنبية، لكون الباقات السياحية المعروضة للسائح القادم من الخارج، يستحيل الحصول عليها مباشرة، إن ذهبت مباشرة للمنتجع أو الفندق، حيث حجز السائح المسافر تذكرة وإقامة فندقية رائعة بعرض لا يستطيع أحياناً الحصول على نصف مميزاته وسعره السائح المقيم، وهو أمر يتطلب إعادة نظر لما في ذلك من معاملة غير عادلة، ويتطلب حماية لحقوق السائح بما يعزز من تجربة السياحة الداخلية ويرفدها بعدد أكبر قد يصل لكل سكان الدولة من الأسر والأفراد.

فلتكن منشآتنا السياحية أقرب بالمنفعة للقريب، وندرأ أن تصبح مشهورة بما سمعناه عن عين عذاري.. تسقي البعيد.

مستشار تحول رقمي ومحاضر وخبير تميّز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر