وجهة نظر

الشماعة مدرب.. والمرض إداري

مسعد الحارثي

اختيار مدرب المنتخب أصبح ضمن دائرة الحظ والاجتهادات الشخصية، وليس بناء على معايير علمية سليمة، أو مواصفات خاصة تخدم المنظومة الكروية، وللأسف تتحول الأمور وتتبدل الأحوال، وأذكر من يتشاركون الرأي في اختيار المدربين بأن يكونوا أكثر حرصاً على عدم إهدار الوقت والمالي، وألا يدخلوا ضمن دائرة «مال عمك ما يهمك».

كنا نعاني في السابق عدم الاعتراف بالفشل والمكابرة في الأخطاء المتكررة، واليوم وجدنا من يعترف بالخطأ، لكن المبررات والأحداث «كلام في كلام»، لإسكات الشارع الرياضي، وخلال فترة بسيطة يتم الاستغناء عن اثنين من المدربين، ما يؤكد أننا نصرّ على العمل بالاجتهاد العشوائي والشخصي المعتمد على الحظ والمصادفة، فإن نجح يحسب إنجازاً، وإن اخفق، فقدر الله وما شاء فعل، وللأسف تصريح الكابتن، يوسف حسين، لم يكن فيه شرح للأسباب سوى قوله إنهم أنهوا التعاقد بشكل حضاري، ولا نعلم ما هو الحضاري في ذلك، وهل تنازل المدرب بينتو عن مستحقاته أم أن المال ذهب في مهب الريح.

سيغضب الكثير من الإداريين سواء في الاتحاد أو الأندية عندما أضع أصابع الاتهام الرئيسة على الجهاز الإداري، وبناء على خبرة في مجال الإدارة خلال عملي في تأسيس نادي بني ياس الجديد منذ 2009 حتى أواخر 2011، تأكد لي أن الإدارة الناجحة بحاجة إلى نظام إداري قوي، تنتج عنه شخصية قوية لرب البيت (الإدارة)، فهم من يضعون الأهداف ويخططون ويحددون الميزانيات والأدوات (مدربون ولاعبون)ـ وهم المقيّمون لعمل المنظومة، لكن إذا كان رب الأسرة يعيش على العشوائية ولا يوجد حساب وعقاب سوى التغيير، فستظل كرة الإمارات في ظلام مستمر. أكتب مقالي هذا وكلي ألم وحسرة ويأس لأننا مستمرون في الأخطاء، وللأسف الأخوة في لجنة المنتخبات واتحاد الكرة يصرون على الاستمرار، ويعتقدون أن إقالة المدرب هي الحل، وقد تكون الحل لإسكات الشارع الرياضي، لكنني أسأل من يهمه أمر المنتخب، هل تم تشخيص حال المنتخب؟ وهل عرف السبب؟ وهل شماعة المدرب عذر لهم؟

يا من يهمه أمر المنتخب، ويا من لديه القرار، إن أساس الخطأ المتكرر هو شخصية إدارة، وتأكدوا أن شخصيتكم هي ما تحدد نظام عمل المدرب وآلية التزام اللاعبين من عدمه، وحديثي عن الإدارة لا يعفي اللاعبين من المسؤولية، لكن إن أردنا إصلاح ما أفسده الدهر علينا نسف الفكر العشوائي في نظام إداري، ونتجه للتعبير عن تميزنا في كل شيء حتى الرياضة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر