لحظات البيانات

الصحة بالبيانات

يونس آل ناصر

«لحظات البيانات» هذه المرة، وقفة مع «تحدّي دبي للياقة 2020» (دبي 30x30). ورغم أن التحدّي قارب على الاختتام، لكنّه بالنسبة لمن شاركوا فيه كان نقطة بداية لحياة جديدة، فالثلاثون دقيقة لثلاثين يوماً، كما تُظهرها بيانات ساعة يدي الذكية، هي محرّك تغيير جذري لا يُستهان به ينعكس ليس فقط على الصحّة واللياقة، لكن حتى على نظرتنا للمعنى الذي تعنيه الدقيقة بعد الأخرى بالبيانات.

جميعنا نمتلك هواتف ذكية، وكثيرون آخرون يقتنون أجهزة متنوعة تراوح بين بساطة خاصيّة عدّ الخطوات اليومية إلى أساليب أكثر دقّة في رصد النشاط البدني، مثل ضربات القلب والمسافات المقطوعة والأوكسجين في الدم، وغيرها الكثير.

برأيي لا يحتاج الأمر إلى عالم بيانات لرصد الأثر المبدئي الذي تعنيه البيانات المتاحة لنا على أجهزتنا، فأثر التغيير في روتيننا اليومي واضح من خلال تحسن طريقة تنفسنا وصفاء ذهننا وتفكيرنا بعد كل نشاط، وعدم تعرّضنا للتعب بسهولة بعد كل جهد نبذله، وغيرها الكثير من الإيجابيات التي نعرفها جميعاً، غبر أن كثيرين قد يجدون أن أيامهم مزدحمة للبدء بخطوات عملية لممارسة الرياضة، ولكن سرعان ما تتغير أفكارهم بمجرّد البدء والمواظبة عليها.

فخلاصة ما نعمله كأفراد هو نقل حياتنا إلى لوحة بيانات ذكية مبسطة تعرض بيانات مشتركة بين كثير من الأجهزة، هي قياس الجهد وفترة الراحة ومقدار النشاط ووقته، التي نستطيع متابعتها لحظة بلحظة.

وفي «لحظات البيانات» هذه أردت مناقشة قيمتين مضافتين ستنتجان بالتأكيد عن بدء النشاط البدني ومتابعة بياناته، سواء في نسخة هذا العام من التحدّي أو مقارنته ببيانات السنوات السابقة وتحليلها. الأولى على مستوى حياتنا كأفراد، وهي محاولة فهم أيامنا، ومعنى كل خطوة ونشاط نبذله خلال اليوم، وأثره التراكمي. والثانية على مستوى التخطيط للمدن ليس في دبي فحسب، ولكن حول العالم، لتكون صديقة للرياضة والنشاط البدني مهما اختلفت الإمكانات.

أما على مستوى الأفراد، فنظرة إلى تقرير بيانات النشاط البدني على الساعة الذكية أو الهاتف الذكي، ستظهر لنا أنه مهما أقنعنا أنفسنا بأننا منشغلون جداً فتراكمية الأنشطة تعني شيئاً مهماً في نهاية اليوم وتنعكس على حياتنا وصحتنا، وحتى قدرتنا على فهم بيانات إدارة وقتنا. لذلك أتمنى أن تكون هذه اللحظات مناسبة لنا جميعاً لتمضية دقائق في قراءة البيانات الحركية أو المؤشرات الموجودة في أجهزتنا وربطها بمزاجنا وطريقة مرور أيامنا، والتفكير في ما يمكن تغييره في ظل هذه البيانات.

وأما على مستوى التخطيط للمدن فأودّ أخذ مثال مميز لدينا في دبي، وهو يتمثل في الجهود المشتركة التي تبذلها الجهات الحكومية المختلفة لجعل إمارة دبي مدينة صديقة للرياضة والدراجات وغيرها من الأنشطة، ومن خلال وجود هذه الجهود وفهم وتحليل بيانات استخدامها، سنتمكن من تحويل بيانات النشاط إلى تجارب تُثري حياة السكان من جهة، وتحويل البيانات إلى دعامة اقتصادية، وذلك بالاستدلال على أثر المرافق على جاذبية المناطق المختلفة في المدينة، وهو ما يمكن أن ينعكس على قطاعات اقتصادية مثل العقارات والتجزئة وغيرهما. فنحن ببيانات نشاطنا البدني نُخبر مدينتنا عمّا نحتاج أو نُفضّل، وبالتالي تُثري بيانات حركتنا ليس صحتنا فحسب، بل مدينتنا.

• «رغم أن (تحدّي دبي للياقة 2020) قارب على الاختتام، لكنه نقطة بداية لحياة جديدة لمن شاركوا فيه».

مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية»

المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر