لماذا الإصرار على كسر الإجراءات الاحترازية؟!

زيادة ملحوظة في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، هي بالفعل «مقلقة»، حيث بدأنا نسمع عن أرقام لم نسمعها منذ أشهر عدة، واعتقدنا أنها مرحلة انتهت، تجاوزناها، ولن نعود إليها، لكن الواقع يؤكد أن الفيروس لايزال موجوداً، ولايزال ينتشر بسرعة، وتراجع الكثيرين عن الاهتمام بالإجراءات الاحترازية، هو السبب الرئيس في معاودة نشاط الفيروس، وسرعة انتشاره، وانتقاله من شخص لآخر!

هناك أسباب عدة لزيادة معدلات الإصابات اليومية بالفيروس، لكن وفقاً للإحاطة الإعلامية حول مستجدات فيروس «كورونا»، والوضع الصحي في الدولة، فإنه من خلال رصد وتتبع الحالات، لوحظ أن معظم الحالات جاءت بسبب التجمعات الناجمة عن الزيارات العائلية والاجتماعية، من غير التقيد بالإجراءات الاحترازية، مثل: التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات!

للأسف هناك شعور عام، عند كثير من العائلات، بأن مرحلة «كورونا» انتهت، وانتهت معها الإجراءات الاحترازية، فعادت الحفلات، والمناسبات، والتجمعات بأعداد كبيرة، عادت حفلات القران، والزواج وأعياد الميلاد في المنازل، وبأعداد تقدر بالمئات، والمشكلة ليست في تنظيم هذه الحفلات فقط، بل الطامة الكبرى تكمن في الممارسات التي تحدث خلالها، من مصافحات وتقبيل وأحضان، وتقارب جسدي شديد، ورمي الكمامات جانباً، والتصرف بأريحية تامة، دون الالتفات إلى الفيروس أو المرض وأضراره، ومن دون أي تخوف رادع منه، ما يضاعف خطورة الإصابة بالفيروس، وسرعة انتشاره بأعداد ليست قليلة، ضمن العائلة الواحدة!

الجهات المعنية عندما قررت إعادة الحياة، في كثير من المجالات، فإنها كانت تدرك تماماً أن الفيروس لايزال موجوداً، ولم ينقرض، ولايزال يستطيع الانتشار، والإضرار بكبار السن والمرضى، لكنها كانت تراهن على وعي أفراد المجتمع، وتسلحهم بالمعرفة الكاملة بكيفية الوقاية من الفيروس، وتقليل فرص انتشاره، وذلك بعد أن نفّذت مئات الحملات التوعوية في كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهي تؤمن إيماناً كاملاً بأن الالتزام بالإجراءات الاحترازية المُقررة، هو أفضل وأقصر طريقة لاحتواء سلبيات وجود الفيروس ومكافحته، لذا فوجود خروق لهذه التعليمات كان سبباً مباشراً في زيادة معدلات الإصابات اليومية، فما الرسالة التي يمكن أن يبعث بها هؤلاء غير الملتزمين للجهات المعنية؟!

لن يمنعكم أحد من الفرح، ولم يمنعكم أحد من التزاور، كما أن التجمعات بأعداد مقبولة لإقامة حفل عائلي من نوع عقد قران أو عيد ميلاد أو غيرهما، ليست محظورة، شريطة الالتزام التام بإجراءات التباعد وعدم المصافحة وارتداء الكمامات.. فلماذا الإصرار على كسر هذه القواعد؟ ولماذا يصر البعض على إعادتنا إلى مرحلة بداية المربع؟ لا أعتقد أن أحداً منّا يريد أو يطيق ذلك مرة أخرى!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة