تساؤلات بين الحقيقة والمؤامرة

لدي تساؤلات: لماذا تتآمر كل حكومات العالم مجتمعة على البشر؟ أو كيف تآمرت واشنطن وإسرائيل وبيل غيتس والماسونية الصهيونية على كل حكومات العالم؟ لماذا لم تخرج حكومة واحدة لتقول إنها مؤامرة؟

هل يعقل أن يفرض «الأشرار» أجندتهم على العالم دفعة واحدة؟ لماذا لم تخرج وكالة أنباء واحدة أو صحيفة رسمية معتمدة واحدة - فقط واحدة - لتقول إن الموضوع برمته مؤامرة؟ لماذا تخرج المؤامرات من مستخدمي «يوتيوب» ومواقع غير معروفة ومشبوهة أو علماء بسمعة سيئة؟

لماذا لا تنشر مجلة علمية مرموقة واحدة عن هذه المؤامرة؟ ما مصلحة الرئيس دونالد ترامب في تدمير إنجازاته الاقتصادية في سنة انتخابية؟

لماذا ضربت الصهيونية إسرائيل برئاسة اليميني المتعصب، بنيامين نتنياهو، رغم أنه يؤيدها بقوة؟ ولماذا ضربت أميركا نفسها؟ لماذا تحقق الدولة الإسرائيلية في فساد نتنياهو ولا تحقق في مؤامرة «كورونا»؟

لماذا لا يوجد تحقيق داخلي أميركي في هذه المؤامرة المزعومة كما حدث مع «ووترغيت» و«إيران كونترا» ومونيكا لوينسكي، وبريد هيلاري كلينتون الإلكتروني، وتحقيق روبرت مولر في موضوع الصلات الروسية وتدخلها في الانتخابات الأميركية؟ لماذا حققت أميركا في احتمال تورط إدارة الرئيس ترامب في تلك الأزمة ولم تحقق اليوم مع إدارته في مؤامرة «كورونا»؟

لماذا كلما تعمقت أكثر في المؤامرة أجد تناقضات وأكاذيب وخرافات وفيديوهات مزيفة لا حصر لها وأحتار من أصدق، ولماذا كلما تعمقت في التقارير الصحافية والعلمية أجد كلاماً علمياً ومصادر موثوقة ولا توجد حقيقة واحدة إلا بمصدر أو مصادر تبرهنها وتتحمل مسؤولية نشرها؟ لماذا كل التقارير الصحافية والعلمية تشير إلى نتيجة واحدة أو اثنتين متقاربتين؟

لماذا يوجد توافق علمي على أن الفيروس مصدره الطبيعة؟ ما مصلحة العلماء في الكذب؟ ما مصلحة وكالات الأنباء في الكذب على العالم؟ هل رؤساء التحرير ومُلاك هذه الوكالات والصحف ووسائل الإعلام متواطئون كلهم مع واشنطن وإسرائيل والماسونية أو حتى الصين؟

هل كل العلماء والصحافيين منتسبون للماسونية؟ هل الماسونية تسيطر على العالم منذ 300 عام ولم يخرج أحد لتحديها مطلقاً طوال ثلاثة قرون؟ لماذا لا يوجد أي إجماع على أي نظرية مؤامرة؟ لماذا هناك عشرات النظريات متناثرة في كل مكان بينما يوجد اتفاق علمي على أن الفيروس أتى من جور الإنسان على الطبيعة؟

عندما تآمرت ألمانيا مع إيطاليا واليابان في الحرب العالمية الثانية، تحالفت ضدها بريطانيا وأميركا والاتحاد السوفييتي، وعندما أرادت واشنطن احتلال العراق لإسقاط صدام حسين وقفت ضدها كل حكومات العالم وقتها باستثناء لندن.

عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، اعترضت واشنطن وموسكو والأمم المتحدة على العدوان، لماذا وقفت حكومات ضد أخرى في تلك الأحداث بينما تشابهت قرارات حكومات العالم في أزمة «كوفيد 19»؟

بالعربي: أليست هذه الأمثلة منطقية أكثر من مؤامرة كورونا الماسونية الصهيونية للسيطرة على العالم في وقت واحد دفعة واحدة ؟ هل هذا فعل بشر؟ الله سبحانه وتعالى الوحيد القادر على ضرب البشرية في وقت واحد دفعة واحدة.. الله فقط.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

هل يُعقل أن يفرض «الأشرار» أجندتهم على العالم دفعة واحدة؟

الأكثر مشاركة