لا تشلون هم

لم يكن أيُّ واحد منا ليتصور أن يحدث كل ما حدث خلال الأيام الماضية، جراء فيروس انتشر في العالم، فتحول إلى وباء يعانيه سكان الكرة الأرضية، فيروس لا يُرى بالعين المجردة فرض علينا حظر التجول وإغلاق المطارات والعزل الصحي، والتعقيم في الشوارع. أسواق مالية انهارت وأخرى على وشك حفرة الانهيار، واقتصادات عالمية أخذت تترنح، بينما زاد الضغط على القطاعات الصحية التي تحملت العبء الأكبر، جنباً إلى جنب مع أجهزة الأمن والشرطة والبلديات، وغيرها.

هذه الأزمة ليست بالسهلة ولا البسيطة، إذ إنها فرضت على العالم واقعاً جديداً، لتثبت أنه لا دولة بمعزل عن أخرى، ولا يستطيع أي شعب أن يعيش منعزلاً عن غيره، هنا اتضح أن التعاضد والتآخي والشعوب جزء لا يتجزأ من الإنسانية، ولا يمكن التخلي عن الشعوب التي تحتاج إلى دعم ومساعدة في هذه الفترة الزمنية الحرجة.

خلال الأيام الماضية، برهنت دولة الإمارات على أنها مثال يحتذى في الإنسانية، لم تتوانَ - بأوامر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي - في تقديم المساعدات الطبية إلى إيران رغم الخلاف السياسي الواضح، وكانت سباقة إلى إجلاء الأشقاء من الصين، تمهيداً لإرجاعهم إلى بيوتهم سالمين معافين، وأرسلت مساعدات طبية إلى أوزبكستان وصربيا وكرواتيا، كل ذلك في وقت معظم دول العالم فيه كانت تنظر إلى مصالحها، متجاهلة النداءات التي أطلقها عدد من الدول الموبوءة.

عندما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «لا تشلون هم»، فإنها عبارة مطمئنة لكل من يعيش على أرض الدولة، ورسالة كبيرة بأن القيادة تقف مع الشعب، وأنه لا يمكن أن تسمح الدولة بأن يتعرض أي فرد فيها للضرر، جراء هذه الأزمة.

ما يحدث الآن درس للصغير والكبير في آنٍ، فهو فرصة لكل فرد، ولكل مؤسسة هنا في دولة الإمارات، أو في أي مكان بالعالم، لإعادة النظر في كل ما يدور حولنا، لنتعلم أن نتعاضد ونتآخى ونكون أشقاء في الإنسانية، ننفذ التعليمات الصادرة من الجهات المسؤولة، ونحافظ على المجتمع الذي نعيش فيه، حينها - وبلاشك - سنكون قادرين على هزيمة أي مرض!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الإمارات برهنت على أنها مثال يحتذى في الإنسانية، بتقديم المساعدات الطبية إلى إيران.

الأكثر مشاركة