كـل يــوم

مَشاهد صادمة حقاً!

سامي الريامي

مَشَاهد صادمة حقاً، مؤسفة ومؤلمة، تلك التي شاهدها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي للشواطئ في الدولة، حيث مئات من البشر المتزاحمين، الضاربين بعرض الحائط كل الإجراءات الاحترازية التي تحميهم من التعرض لخطر الإصابة بفيروس «كورونا» المنتشر بشدة حول العالم، متجاهلين التحذيرات المحلية والعالمية التي تؤكد ضرورة الابتعاد عن الازدحامات، والتجمعات البشرية، ومصرين على ممارسة حياتهم الطبيعية في ظروف غير طبيعية، مشاهد في قمة الاستهتار واللامبالاة، كأنهم يعيشون في كوكب غير الكوكب الذي نعيش فيه!

هم ليسوا حمقى بالتأكيد، وهم ليسوا جهلة بما يحدث في العالم، فجميعهم من جنسيات أوروبية وعربية، ومن دول عانت ومازالت تعاني آثار الفيروس، وهم على صلة واطلاع بآخر مستجدات كوارث المرض في بلدانهم وغير بلدانهم، وهم ليسوا من فئة العمال الذين يصعب إيصال المعلومات إليهم، بل هم بالتأكيد على درجة كبيرة جداً من الوعي والفهم، ويملكون من المعلومات عن الفيروس ما قد لا يملكه غيرهم، وتالياً فهذا التصرف لا يعني ضعفاً في إيصال المعلومات من الإعلام أو الجهات المختصة، بل يعني استهتاراً وعدم مبالاة بشكل متعمد، لا شيء غيرهما إطلاقاً، ليس في ذلك عنصرية.

هو سلوك غير مسؤول من أناس لا يشعرون بالمسؤولية أبداً، فهم يعرفون أن دولهم لن تستقبلهم في الوقت الحاضر، وهم متأكدون أن الخدمات العلاجية التي سيحصلون عليها هنا لن يجدوها في دولهم، وهم على ثقة بأنه لن يمنعهم أحد من الدخول إلى المستشفى، ولن يسحب منهم أحد أجهزة التنفس إذا احتاجوا إليها، ولن يُرموا في أماكن غير نظيفة وغير مؤهلة، فبدلاً من أن يشكروا هذه النعمة، ويلتزموا بالقرارات والإجراءات الاحترازية، وبدلاً من أن يحرصوا على الالتزام منعاً لتشكيل ضغط على القطاع الصحي، أصبحوا يتصرفون بلا مبالاة ولا مسؤولية!

نمرُّ بظروف عالمية صعبة، والدولة تبذل جهوداً ضخمة نعرف بعضها، ونجهل كثيراً منها، وكُلفة مكافحة فيروس كورونا باهظة جداً، ومع ذلك تتحملها حكومتنا بصمت، وفي مقابل ذلك كثيرون جداً هم أولئك الذين لا يدركون أهمية البقاء في المنازل لمدة أسبوعين، كثيرون لم يستوعبوا درس إيطاليا وإيران وإسبانيا، وغيرها من الدول التي تفشى فيها الفيروس، إيطاليا على سبيل المثال كانت الإصابات في الأسبوع الأول ثلاث حالات فقط، وفي الأسبوع الثاني وصلت إلى 152، وقفزت في الأسبوع الثالث إلى 1036، والآن وصلت الحالات إلى 53 ألفاً و578 مصاباً والوفيات 4825!

يبدو أننا بحاجة إلى حزمة جديدة من الإجراءات، يصاحبها تشدد وصرامة أكثر في تطبيق القرارات، فالمستهترون لا يضرون أنفسهم بل هم خطر على المجتمع بأسره، إنهم أفضل مساعد ومعاون لانتشار الفيروس، لذا لا يمكن مكافحة الفيروس قبل إلزام هؤلاء بالبقاء في منازلهم، وجعلهم يلتزمون بالإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدولة، لابد لهم أن يفهموا أن المرض ليس مزحة، وأن كل إنسان غيور وعاقل يجب أن يكون حريصاً على عدم إلحاق الضرر بنفسه قبل غيره!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر