كـل يــوم

من لا يستشعر الخطر فهو غير مسؤول!

سامي الريامي

من لا يستشعر الخطر - رغم جميع الإجراءات الحكومية التي اتخذتها الدولة، ورغم جميع ما يشاهده ويسمع عنه من تحركات وقرارات وأرقام عالمية تصدرها الدول بشكل لحظي - فهو بالفعل إنسان غير مسؤول!

ما يحدث في هذه الفترة هو باختصار حالة طوارئ عالمية، لم يسبق أن مرّ بها العالم من قبل، إنها حرب عالمية، لكنها هذه المرة تجمع دول العالم جميعاً في طرف، وفيروساً خطيراً في طرف آخر، ولا أحد يستطيع التكهن بنتيجة هذه الحرب.

وأكثر أدوات هذه الحرب الحالية فاعلية ضد هذا المرض، هو تجنّب مقابلته، من خلال رفع أعلى درجات الطوارئ الشخصية، وهذه الدرجة تعني أن يلزم الإنسان بيته، لا يغادره قدر المستطاع، هذا هو الحل، فهل يعي كثيرٌ منا أهمية الالتزام التام في هذه الأيام الصعبة؟ وهل ندرك أن الخروج من المنزل هو أكبر خطر يمكن أن ندخله إلى المنزل لنضر به أبناءنا ومن نحب؟

عندما تقرّر الدولة إيقاف التجمعات والأنشطة الرياضية والاجتماعية والسياحية كافة، بما في ذلك الصلاة في المساجد، والدراسة، وكثير من الوظائف، وتصدر تعليمات مستمرة بالبقاء في المنازل، وتستنفر جميع جهودها وطاقتها وطواقمها الطبية والصحية، فهذا بالضرورة مؤشر واضح إلى جدية الأمر وخطورة الوضع، لن تفعل ذلك من أجل أي سبب آخر، هذه القرارات الحكومية وطريقة تصعيدها والتشديد عليها، نابعة ومربوطة بمعلومات عالمية، ومؤشرات دقيقة، ومتابعة لحظية لكل ما يستجد بشأن هذا الفيروس، لذا فهي تعليمات مدروسة، وقرارات غير عشوائية، وتالياً من غير الطبيعي أبداً، أن يتعامل البعض مع هذا الوضع غير الطبيعي، بشكل طبيعي، ومن غير المقبول ألا يرفع كل منّا أعلى درجات الحذر والحيطة، ولا يحرص على تجنيب نفسه وعائلته خطر التعرض للفيروس!

قد لا يكون الفيروس قاتلاً بالنسبة لفئات كثيرة جداً من المجتمع، لكنه فتاك وقاتل لفئات أخرى، والأخطر من ذلك بكثير، ليست درجة فتكه بل سرعة انتشاره، هذه السرعة المخيفة تتسبب في ضغط شديد على النظام الطبي لأي دولة مهما كان حجمها، فالأعداد المتزايدة، حتى إن كانت حالات مستقرة، تتطلب غرفة وسريراً طبياً وعزلاً في ظروف خاصة، إضافة إلى حالات أخرى تحتاج إلى غرف عناية مركزة. فكيف يمكن توفير كل ذلك إن أصاب المرض 50 أو 60 أو 70% من سكان المدينة، كما حدث فعلاً في عدد من الدول، وكما هو متوقع اليوم في دول كثيرة ترتفع الإصابات فيها بمعدل يفوق 20% يومياً!

لذلك، فلا يوجد حل أمام الدول سوى تقليل أعداد الإصابات الجديدة، والبقاء في المنزل هو الحل الوحيد للوصول إلى هذا الهدف، حفاظاً على النظام الصحي من الانهيار، وحفاظاً على أرواح الناس.

من هنا فمسؤوليتنا جميعاً أن ندعم جهود الدولة في الالتزام التام بالتعليمات والقرارات والأوامر كافة، فهي جميعها تصبّ في خانة تقليل أضرار الفيروس، وعدم الوصول إلى مراحل حرجة تُعقد خطوات السيطرة عليه!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر