كـل يــوم

الإمارات وثقة مواجهة التحديات!

سامي الريامي

قلناها مراراً، ونعيدها اليوم على لسان أكبر مسؤول صحي في الدولة، وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن العويس: «لا داعي للقلق، وعيشوا حياتكم الطبيعية، وثقوا بأجهزة الدولة».

نعم، هناك فيروس يجتاح العالم، وهناك خوف وهلع في كثير من الدول، وهناك تخوف من منظمة الصحة العالمية، لكن هذا التخوف تحديداً من انتشار الفيروس بدول يصعب فيها السيطرة عليه، والإمارات ليست من هذه الدول، وبشهادة المنظمة نفسها، فالإجراءات الاحترازية والعلاجية الموجودة هُنا هي أعلى من الإجراءات التي تطالب بها المنظمة، والإمارات قادرة على التعامل مع هذا الفيروس وغيره، كما تعاملت سابقاً مع الكثير من الفيروسات.

نصيحة للجميع، تأكدوا من المعلومات قبل إعادة إرسالها، فليست كل الفيديوهات حقيقية، وليست كل المعلومات صحيحة، وهناك كثير من المقاطع المفبركة أو القديمة أو غير متوافقة للشرح المكتوب أسفلها، أو تحتوي على ترجمات خاطئة ومزيفة، هذا ما يحدث اليوم في عالم «السوشيال ميديا»، وهذا ما يثير فزع المجتمع، فاستقوا المعلومات من مصادرها، والإعلام الرسمي الوطني ليس مضلِّلاً ولا يخفي الحقائق، والحكومة ليس لديها ما تخفيه، بل الشفافية الكاملة هي أساس مكافحة هذا المرض، وهذا ما قامت به الجهات المعنية في الدولة، أعلنت عن الحالات فور اكتشافها، بل أعلنت عن أربع حالات في يوم واحد، ولو كانت لديها نية للتمويه لما فعلت ذلك، فلِمَ الإصرار على نشر الشائعات؟ ولِمَ الإصرار على المبالغة والتهويل؟!

تساؤلات كثيرة تدور في كل مكان، ومن حق المجتمع أن يعرف إجابتها، وهذا أمر طبيعي، نقلناها بالحرف لوزير الصحة، سألناه: لماذا لا نمنع الطيران فوراً من جميع الدول المصابة؟ فقال: «إيقاف الرحلات الجوية أسهل إجراء يمكن اتخاذه، لكننا لا نفعل ذلك اعتباطاً، فإذا كانت منظمة الصحة العالمية لا ترى ضرورة لإيقاف الرحلات، وأكدت أن هذا الإجراء لا داعي له حالياً، فنحن لسنا أعلم منها، نتبع الإرشادات والتعليمات الدولية، ونتشدد في الإجراءات الاحترازية، وأوقفنا الطيران عندما وجدنا أنه ضروري ومُلحّ، وسنوقفه إذا قررت منظمة الصحة ذلك، مع العلم أن الدول التي أغلقت المجال الجوي لم تستطع منع الفيروس من الدخول، فالطيران ليس كل شيء».

ما تفعله الإمارات من جهود لا يتوقعه أحد، لذلك ثقوا بإجراءاتها وطريقة تعاملها مع الأزمات، فهناك 700 شخص يعملون في كل فترة، من أصل ثلاث فترات عمل يومياً، للرصد والمتابعة وتنفيذ الإجراءات، وهناك فحص إجباري لكل شخص يصل من المناطق الموبوءة، فحص بالمسحة لا يُعفى منه أحد، من ظهرت عليه أعراض حمى أو لم تظهر، جميعهم يخضعون للفحص، وهناك ماسحات حرارية لجميع الواصلين من كل الوجهات، ليس هذا فحسب، بل هناك تتبع لجميع الركاب، يعرفون تماماً من أي دولة خرج وفي أي دولة نزل، ولا يستطيع أحد التمويه، وإذا ظهرت حالة مشتبه فيها، تتقصى الفرق عن جميع من اختلطوا بالحالة، لقد تقصت وفحصت 154 شخصاً لمشتبه فيه واحد، فأي جهد هذا؟ وأي حرص هذا؟

أماكن العزل متوافرة، ومهيّأة، وتتوافر فيها كل التجهيزات، وهي آمنة، ومعزولة التهوية، ولا تؤثر في البيئة المحيطة، فالجميع خارجها في مأمن، والإجراءات تشمل حتى حالات الاشتباه، وهذا يؤكد متانة إمكانات الدولة واستعداداتها المبكرة.

«عيشوا حياتكم الطبيعية، وثقوا بأجهزة الدولة»، إنها ثقة الجاهز للتعامل مع التحديات، ثقة الواثق بإمكاناته، ثقة الذي يعمل بصمت انطلاقاً من إحساسه بالمسؤولية، من دون أن ينتظر ردّ فعل أو شكراً.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر