كـل يــوم

لماذا يهتم قادة الإمارات بالشباب؟

سامي الريامي

عندما يؤمن قادة الإمارات بأهمية الاستثمار في طاقة الشباب، ويهتمون بهم وبتفاصيل تأهيلهم وصقلهم وتهيئتهم للمستقبل، فهم يفعلون ذلك لأنهم يدركون أن شباب الإمارات هم ثروة بشرية حقيقية، تعادل في أهميتها أو تزيد على جميع الثروات الطبيعية التي تمتلكها الدولة، كالنفط والغاز وغيرهما، وجميع هذه الثروات بحاجة إلى اهتمام واستثمار، وتهيئة الظروف المحيطة للوصول إلى الإنتاجية والمردود.

ليس ذلك مجرد كلام نظري عام، بل الأرقام تؤكد أن 50% من شعب الإمارات، هم من الفئة العمرية 35 عاماً وأقل، لذلك فهم الثروة الإنتاجية الحقيقية، وتأهيلهم بشكل جيد ونوعي يضمن استمرارية عجلة النمو والنهضة الاقتصادية للدولة، ومن دونهم لا شك إطلاقاً، في أن عجلة الاقتصاد، بل والحياة، ستتأثر، وربما تتعطل.

من هنا، فليس غريباً أبداً ما نشاهده من اهتمام منقطع النظير بتفاصيل حياة شباب الإمارات، وليس غريباً أن نرى المجالس الشبابية المنتشرة في أنحاء الإمارات، وليس غريباً أن نرى مؤسسة اتحادية كاملة بموظفيها ومنشآتها خاصة بالشباب، هم يديرونها، وهم الهدف من إنشائها، وهم المتعاملون معها، ويحظون بدعم كامل ومباشر من أعلى الهرم السياسي والسلطة التنفيذية في الدولة الاتحادية، ومن السلطات المحلية في كل إمارة، على حد سواء.

جهود ضخمة، ومبادرات مميزة، وأنشطة نوعية، وأفكار إبداعية خلاقة، هذا ما تقوم به المؤسسة الاتحادية للشباب، فقد استطاعت بصدق، ومن دون أي مبالغة أو مجاملة، أن تترجم اهتمام القيادة بالشباب إلى واقع ملموس، وأصبحت متنفساً وملجأ ومكاناً لاقتناص الفرص لجميع شباب وفتيات الإمارات، يتعلمون هناك، ويعملون هناك، ويبدأون مشروعاتهم الخاصة هناك، يلتقون مع القادة والوزراء والمسؤولين، يسمعون منهم مباشرة، ويحصلون على توجيهاتهم ونصائحهم مباشرة، والشباب بدورهم يرفعون للقادة والمسؤولين ملاحظاتهم، ويشرحون لهم همومهم وهواجسهم دون وسيط، ودون مواربة، ودون قلق.

ما يلفت النظر في الفكر النوعي الذي تسير عليه المؤسسة الاتحادية للشباب، أنها تسير في اتجاهات نظرية وعملية بشكل مركّز ومفيد، فتعطي الشباب جرعات نظرية في بناء الشخصية، ودورات تدريبية لتمكينهم وبناء قدراتهم، ثم توفّر لهم فرصاً حقيقية للانطلاقة في مجالات العمل الخاص وغيره، ومن أهم المبادرات التي تستحق الإشادة حاضنات الأعمال، وتوفير مكاتب وبيئة مناسبة لبدء المشروعات الخاصة، إضافة إلى مشروع توفير مساحات مجانية للشباب في المراكز التجارية كافة، لإنشاء مشروعاتهم الخاصة إلى حين تمكنهم ووصولهم إلى درجة القدرة على الاستمرارية بجهودهم، وهذا المشروع تحديداً أسهم في نجاح مجموعة متميزة من الشباب، دخلوا مجال العمل الخاص بمشروعاتهم الصغيرة، ليكبروا ويستقلوا ويتميزوا في فترة زمنية قياسية.

النقلة النوعية تحققت منذ وضع اللبنة الأولى للمؤسسة، التي قامت على فصل قطاع الرياضة عن قطاع الشباب، فليس كل شاب تستهويه الرياضة، وليس كل رياضي شاباً ناجحاً، لذلك كان الفصل في مؤسسة مستقلة تهتم بالثروة الشبابية، تبنيها وتؤهلها وتستثمر فيها، وتوفّر لها البيئة المحيطة المناسبة، حتى تستفيد الدولة والمجتمع من ثمار هذه الثروة، ويحصل الجميع على نتائج إيجابية ملموسة ومردود اقتصادي واجتماعي مباشر ومُلاحظ، وكل ذلك يصبّ في المحافظة على موقع الدولة الاقتصادي المتقدم، ويضمن استمرارية هذا التقدم.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر