سريالي

كيف صنع لودوفيكو لحناً من الجبال؟

أحمد المظلوم

مشى الموسيقار الإيطالي لودوفيكو سبعة أيام في أحضان الطبيعة السويسرية بين عظمة جبال الألب، ثم أتى إلى أوبرا دبي، يوم الاثنين الماضي، ليشاركنا الموسيقى التي أهدته إياها الطبيعة في ألبومه الجديد «سبعة أيام من المشي»، في ليلة حالمة يسودها الجمال، لامست الأرواح قبل الآذان.

ولأنني محب لموسيقى لودوفيكو بشكل كبير، فلم تمر علي مقطوعة موسيقية في هذه الأمسية إلا وعرفتها فوراً، وكنت أقوم بلكز عمي الذي كان يجلس بجانبي لأنه كان يتثاءب بشدة، وحاشاه أن يكون ذلك بسبب أن الحفل كان مملاً ويبعث على النعاس! على أي حال، وكما يقول المثل المشهور «الناس أذواق». كانت الفرقة مكونة من ثلاثة أشخاص، فالأول هو لودوفيكو ايناودي عازف البيانو والملحن الرئيس، والثاني هو فريدريكو ميكوزي عازف الكمان، والثالث هو ريدي هاسا عازف التشيللو.

وتنوّعت الموسيقى بشكل متباين بين موسيقى درامية رائعة مثل Elementsو Path Of The Fossils وهي المفضلة لدي، وبين موسيقى هادئة مسالمة مثل Oltremare وLow Mist، وفي فترة الاستراحة، بعد أن مضت ساعة على الحفل، وقف لودوفيكو ليحكي للجمهور قصة ألبومه الجديد، وكيف استلهم فكرته من المشي اليومي في التنزه بين الطبيعة لمدة سبعة أيام، كما ذكرت في بداية المقال، ثم تحدث عن موسيقى لحنها لم أكن قد سمعت بها من قبل، وهذا يتعارض مع ما ذكرته في وسط المقال! ولدي المبرر اللازم لهذا، وذلك بسبب أن الموسيقى لم تنشر بعد، وتقوم فكرتها على الارتجال، فبينما هو يطالع جبال الألب التي تشفي «الألب» - كما يقول أخوتنا اللبنانيون - في نزهته اليومية، تساءل لودوفيكو بينه وبين نفسه قائلاً: «ماذا لو اعتبرت تسلسل أسنة الجبال هذه المتفاوتة في الطول والاتساع، نوتة موسيقية، فما اللحن الذي سأخرج به؟».

وكانت الطريقة التي سيقوم بأدائها تختلف في كل حفل، لأنها تعتمد على الارتجال بشكل أساسي، إذ تم عرض شاشة سوداء أمام الحضور بها ثلاثة خطوط بألوان مختلفة «أزرق وأحمر وأصفر»، تبدأ من يسار الشاشة، وتعتمد الفكرة على أن كل فنان سيختار لوناً واحداً فقط، وبناء على اتباع حركة اللون المتذبذبة، بارتفاعاته ونزوله غير المتوقعين، سترتفع وتيرة النغمة الموسيقية أو ستنخفض، ثم بدأ العزف، وكل من الألوان ذهب في اتجاه مختلف، وكل واحد من الفنانين كان يتبع حركة اللون الذي اختاره بنفسه، ليقدموا معاً لحناً بديعاً مميزاً لم أسمع به من قبل، وبعد انتهاء المعزوفة، عرضت صورة خطوط الألوان هذه بعد أن أصبح شكلها كالجبال الشاهقة، ولذلك سميت بموسيقى الجبال، وقد وجدت ذلك مبهراً! وسأشارككم بمقطع قصير لهذه المعزوفة الرائعة في حسابي الشخصي على تطبيق «تويتر» المذكور أعلاه.

عودة إلى السؤال الأهم.. لماذا كان العم يتثاءب؟

Ahmed_almadloum

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


في فترة الاستراحة.. وقف لودوفيكو ليحكي للجمهور قصة ألبومه الجديد، وكيف استلهم فكرته من المشي اليومي في التنزه بين الطبيعة لمدة سبعة أيام.

تويتر