5 دقائق

عندما يتحدث الكبار

سامي الريامي

لا حديث في هذه الأيام سوى عن رسالة الموسم الجديد التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ست رسائل وضعت النقاط على الحروف في موضوعات الساعة، رسائل كبيرة في معانيها لتؤكد أن المواطن يعتبر الأولوية الأولى في تفكير قادة الإمارات.

يكرر سموّه أن الميدان هو الأساس، فعندما لا يتواجد القائد في الميدان لا يمكن أن يعرف التفاصيل ولن يكتشف السلبيات والإيجابيات، الندوات والمؤتمرات وكثرة التصوير ليست دليلاً على جودة العمل ولا على كفاءة المؤسسة إن لم ترافقها نسبة عالية من الرضا الوظيفي ورضا المتعاملين في آنٍ واحد، وأسلوب «صورني وأنا ما أدري» بات طريقة رخيصة ليظهر المدير أنه يتابع كل صغيرة وكبيرة في قلب الحدث.

جاء ملف التوطين ضمن الرسائل، هذا الملف يعتبر من ضمن الملفات الأكثر تحدياً ويحتاج إلى قرارات صارمة، الوظيفة الواحدة توفر المعيشة لأشخاص عدة وتبني أسرة جديدة، إنما من المؤسف أن يعبث عدد من المديرين بهذا الملف، فهناك عدد من الجهات وصل التسيب فيها إلى درجة لا تحتمل، فبات يضرب بها الوصف في استقدام من لا خبرة له من الأجانب، والتضييق على المواطن ليقدم استقالته، وإحلال الأجانب المحسوبين على المدير وزمرته في وظائف المواطنين، مثل هذه الجهات باتت تمثل نقطة سوداء، وإن إعادتها إلى جادة الصواب ومحاسبة المسؤولين ووضع جهاز رقابي للمحاسبة صار مطلباً ضرورياً لتكون عبرة لمن يعتبر.

رسالة أخرى كانت موجهة للمديرين الذين لا يلتفتون إلى مشكلات الناس ولا تتسع صدورهم للشكاوى، فمن واقع تجربة، ستجد أن المدير المغرور لن ينفع المواطن، والمسؤول الذي يعتقد أنه فوق مستوى النقد لا يمكن أن يقدم أي جديد، وذلك الذي يخاف من المشاهير لتأثيرهم القوي في وسائل التواصل الاجتماعي بينما يتجاهل غيرهم ليس بقائد حقيقي ولا يعتمد عليه، ولن يستقيم الحال إلا بتكليف جهات ترصد هذه الشكاوى وتقدم تقاريرها بانتظام.

يعجبني في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم متابعته لكل صغيرة وكبيرة، وإني أعلم تمام العلم أن الرسائل التي تطرقت لها في المقال وتلك التي لم أذكرها قد وصلت إلى من يهمه الأمر، هنا أصبح الموضوع لا يحتمل القسمة على اثنين للمعنيين بالأمر، إما أن تنفذ وإما تتحمل تبعات تجاوزاتك.

رسائل كبيرة في معانيها لتؤكد أن المواطن يعتبر الأولوية الأولى في  تفكير قادة الإمارات.


Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر