وجهة نظر

درس في الإدارة الرياضية

مسعد الحارثي

لست متفائلاً بمستوى بطولاتنا ولا بمستوى مشاركات منتخبنا ولا الأندية التي تمثلنا خارجياً، والسبب أننا نعمل وفق منهجية «الحظ والنصيب»، كما أتشارك دائماً الحديث مع بعض الزملاء الإعلاميين والأصدقاء حول أسلوب الإدارة وشخصيتها في إدارة المؤسسات الرياضية وإدارة المنظومة، وللأسف نصل الى النقطة التي بدأنا الحديث منها وهي شخصية الإدارة، وقد أختلف مع الكثيرين في ضرورة أن يكون أحد اللاعبين القدامى هو من يدير هذه المنظومة، والسبب أنني عاصرت تجربة كانت خير برهان لمعنى الإدارة وتعلمت منها الكثير، وكنت أحد عناصرها، وتحديداً في عام 2008 عندما وجّه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس نادي بني ياس، بتكليف مطر حمد المهيري (رحمه الله) رئيساً لمجلس إدارة نادي بني ياس، والذي لم يكن يعرف عن كرة القدم سوى أنها مستديرة، وهو ما قاله لسمو رئيس نادي بني ياس، ورد عليه سمو الشيخ سيف بن زايد، بأنه يراهن على إدارة المرحوم مطر وليس على أن يلعب كرة قدم، وهنا كان التحدي لشخص لا يعرف في كرة القدم سوى أنها مستديرة، ولم يكن يوماً صاحب رغبة حتى في لعب كرة القدم في شبابه، وكان هدف سمو رئيس النادي في ذلك الوقت هو إعداد فريق لسنوات مقبلة، وأكد أنه لا يرغب في مبدأ الصاعد هابط، وإنما بناء فريق للمستقبل.

منذ البداية استعان بأصحاب الخبرة في كل مجال سواء كان الإداري أو الفني وحتى المالي، وكان لشخصية المرحوم أثرها في اتخاذ القرار أمام الجماهير واللاعبين وحتى بعض المسؤولين في الاتحاد في ذلك الوقت، لأنهم ينظرون لنادي بني ياس كنادٍ صغير في ظل وجود القوة للأندية المستقرة في دوري المحترفين، وعند بدء العمل كان نادي بني ياس في الدرجة الأولى في المركز الثامن، وكنا نعمل على بناء الشخصية الإدارية، وتعزيز الثقة وفقاً للأحداث والمواقف، وتأهل بني ياس إلى دوري المحترفين قبل انتهاء الموسم بخمس مباريات، وكل ذلك بسبب قوة شخصية الإدارة، وأصبح بني ياس أحد أقوى الفرق في السنوات التي تليها في دوري المحترفين، ومن أفضلها، وأصبح نداً قوياً تهابه الأندية المنافسة، وكل تلك القوة كانت مستمدة من شخصية الإدارة والدعم الكبير من سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان.

عزيزي المسؤول، القيادة ليست فوزاً بمنصب أو كرسي وإنما مسؤولية أسلوب واتخاذ القرار، واللاعب بحاجة الى فرض تطبيق اللوائح وليس للطبطبة على اللاعبين وتوفير رغباتهم، وإنما حزم ومحاسبة المقصرين قبل المكافأة على الفوز.


- عزيزي المسؤول،  القيادة ليست فوزاً بمنصب أو كرسي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر