الحوار

حواراتنا تكشف شخصياتنا، أحياناً تدخل في حوارات شيقة وتشعر أنك متصل تماماً مع محاورك، وبعد نهاية الحوار تبقى الابتسامة مرتسمة على محياك. لست بحاجة إلى علم لتعرف أن هذا الحوار يجعل الشخص راضياً وسعيداً ومقدراً مع الشخص الذي يتحدث معه.

في الجهة المقابلة، هناك حوارات تنتهي بشكل كارثي، رغم أنها لم تبدأ بمعركة، وتتسبب في تأزم العلاقات وتعكير المزاج، رغم أن نوايا المتحاورين صافية وليست غلطة أحد منهما لكن أسلوب الحوار هو السبب.

خلقنا الله عز وجل بشخصيات وأساليب وأمزجة متنوّعة، لكن هناك أربعة عوامل تحدّد طرق الحوارات:

1- الخصوصية. 2- المراعاة. 3- المودة. 4- الوضوح.

مثال:

الأول: هل أنت جائع؟

الثاني: هل تفكر في مطعم معين؟

الأول: لماذا لا تجيب عن سؤالي أولاً، هل أنت جائع؟

الأول شخص واضح ويريد إجابة مباشرة ولا يحتمل المماطلة والتأخير. بينما الثاني يعتمد على ثقته بخيارات الأول ولا يريد حمل عبء صنع قرار اختيار المطعم، كما أنه يراعي الأول كثيراً ولا يريد فرض شيء عليه.

المثال من وجهة نظر عاطفية: لو كان الشخص الأول جائعاً ولم يحصل على إجابة مباشرة، فذلك سيقوده إلى الشعور بالإحباط. ومن سمات الشخص المحبط أنه يتوتر ويغضب بسرعة ويفقد تقديره لذاته.

الإحباط والغضب إن اجتمعا فقد يقودان إلى الاعتداء بالضرب على الآخر، لأن الغاضب يتصرف بلا تفكير ولا يعود إلى وعيه إلا بعد انتهاء نوبة غضبه.

لنعد إلى البداية من جديد ستلاحظ أن الحوار الذي بدأ بسؤال بسيط بين شخصين من المفترض أنهما صديقان تحول إلى جدال جاد وساخن، ولم تكن تلك غلطة أي أحد منهما. كل الموضوع أن الشخصين يستخدمان نوعين متعارضين من الحوار.

طريقة تواصلك مع غيرك تختلف عن طريقة تواصل غيرك معك، هذه قاعدة ذهبية تجعلنا نغير طريقة حوارنا مع الآخر حتى نتفادى التعارض، وتالياً تحسين الحوار والتواصل معاً لضمان سير المحادثة على نحو ممتع قدر الإمكان.

بالعربي: من الضروري التذكر أن أسلوبك الحواري لن يكون دائماً صحيحاً، وأسلوب صاحبك أيضاً لن يكون دائماً صحيحاً. فالشخص الأول من الحوار أعلاه أخطأ بتصوره أن الثاني غير مهتم بسؤاله. لو توقفنا عن تصور وتفسير نوايا الآخرين أثناء الحديث معهم فستكون حواراتنا خالية من التوترات.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة